أعلن الجيش الأمريكي، ليل الأربعاء الخميس، إصابة 3 جنود أمريكيين، بجروح طفيفة، بعد هجمات صاروخية على موقعين في سوريا، فيما سقط عدد من المسلحين بضربات أمريكية.
وقالت القيادة الوسطى للجيش الأمريكي، في بيان إن “جندياً أمريكياً أصيب بجروح طفيفة، في حين يجري فحص اثنين آخرين أصيبا بإصابات طفيفة في أعقاب هجمات صاروخية في سوريا، الأربعاء، نفذتها فصائل يشتبه في كونها متحالفة مع إيران”.
وذكرت القيادة التي تشرف على قوات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أن مسلحين شنوا هجمات صاروخية على موقعين داخل سوريا.
وبدأت الهجمات حوالي الساعة 7:20 مساء بالتوقيت المحلي في سوريا، عندما سقطت عدة صواريخ داخل محيط موقع دعم البعثة “كونوكو” في شمال شرق سوريا، وبعد فترة وجيزة سقطت صواريخ أخرى بالقرب من موقع دعم البعثة “جرين فالدج”.
وذكرت “رويترز”، أن هذا الاشتباك يبدو أنه كان انتقاماً بعد ضربات عسكرية أمريكية في سوريا، على منشآت يقول البنتاجون إن جماعات متحالفة مع إيران استخدمتها في استهداف أفراد من الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده في سوريا.
CENTCOM forces respond to attempted coordinated rocket attacks
at Conoco, Green Village bases in northeast Syriahttps://t.co/J4sc7zHDdj pic.twitter.com/tXEo8IpPNZ— U.S. Central Command (@CENTCOM) August 24, 2022
وأفادت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري “سانا”، بأن قاعدتين أمريكيتين في حقلي العمر وكونيكو النفطيين بريف دير الزور، تعرضتا لهجوم بقذائف صاروخية عدة.
وأشارت “سانا”، نقلاً عن مصادر محلية، إلى أن أعمدة دخان شوهدت وهي تتصاعد من المكان، مضيفة أن القوات الأمريكية أغلقت المنطقة، وسط تحليق مكثف لطيرانها الحربي في الأجواء.
وأضافت أن “هذا دفع القوات الأمريكية للرد من طائرات هليكوبتر، وقتلت وفقاً لتقديرات أولية اثنين أو 3 من المسلحين الذين نفذوا أحد هذه الهجمات”.
واستهدفت الضربة 9 مخابئ ذخيرة في دير الزور تابعة لجماعات مدعومة من إيران، حسبما ذكر بوتشينو للقنة “الحرة”.
وأكد “بوتشينو” أن الهدف الأصلي كان تدمير 11 مخزن ذخيرة، لكن تم إلغاء الهجوم على مخزنين، بعدما لوحظ تحرك أشخاص قريبا من موقعهما، حرصا على عدم سقوط مدنيين.
وأكد البيان أن الرد الأمريكي، أتى متناسبا ومركزا، وأن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، إلا أنها ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شعبها والدفاع عنه.
وبينما لم يحدد البيان موقع وحجم الاستهداف بشكل دقيق، قالت شبكات محلية، إن الطيران استهدف مستودعات “عياش” التابعة لقوات النظام في دير الزور.
وتعتبر هذه المستودعات الأضخم من نوعها في المنطقة، إذ تحتوي على عتاد لتزويد قوات النظام والميليشيات التابعة له بجميع أنواع الذخائر في المنطقة الشرقية من سوريا.
ونشرت شبكة “فرات بوست” (محلية)، تسجيلًا مصوّرًا يظهر آثار الاستهداف للمستودعات التابعة لـ”لواء فاطميون الأفغاني” التابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”، إذ تصاعدت منه ألسنة النار رافقتها انفجارات استمرت لساعات.
وهذا التبادل لإطلاق النار، يُعد أحدث تصعيد للوضع في سوريا، حيث يتمركز نحو 900 جندي أمريكي، ويأتي في أعقاب ضربات جوية أمريكية بسوريا، الثلاثاء.
وقال مسؤول كبير في البنتاجون، الأربعاء، إن بقايا طائرات مسيرة من الهجوم الذي استهدف في 15 أغسطس/آب، موقعاً لقوات تقودها الولايات المتحدة في سوريا “تشير إلى أنها تعود مباشرة إلى إيران”، لافتاً إلى وجود مؤشرات بأن طهران قد تقوم بالمزيد من الهجمات.
وأضاف وكيل وزارة الدفاع للسياسة “كولين كال”: “أبلغنا ايران أننا لن نتساهل مع أي استهداف لقواتنا”، وتابع: “لن ندخل في تفاصيل كيفية بعث هذه الرسالة لإيران، وضربة (الثلاثاء) تظهر التزامنا بمواجهة طهران ودعمها للإرهاب”.
وتعرضت قاعدة التنف في سوريا، قبل أسبوع، لهجوم بـ”الطائرات المسيّرة”، هو الثاني من نوعه، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وتننشر في “التنف” قوات من “التحالف الدولي”، الذي تقوده الولايات المتحدة، بالإضافة إلى قوات من “جيش مغاوير الثورة”، وهو فصيل عسكري محلي، يتلقى دعما لوجستيا وعسكريا من الأخيرة، ويعتبر من أبرز القوات المنتشرة هناك.
وشنّ الجيش الأمريكي، بأمر من الرئيس “جو بايدن” ضربات في شرق سوريا، الثلاثاء، استهدفت منشآت قال إن مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني تستخدمها.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي “سنتكوم”، إن الضربات في محافظة دير الزور “استهدفت منشآت بنى تحتية تستخدمها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني”.
وذكرت القيادة الأمريكية، أن هذه “الضربات الدقيقة تهدف إلى الدفاع عن القوات الأمريكية وحمايتها من هجمات، على غرار تلك التي نفّذتها مجموعات مدعومة من إيران في 15 أغسطس/آب ضد عناصر من الولايات المتحدة”، عندما استهدفت مسيّرات موقعاً أمريكياً من دون التسبب بسقوط ضحايا.
وشددت إيران، الأربعاء، على عدم وجود رابط بينها وبين المجموعات التي استهدفتها الولايات المتحدة في شرق سوريا، معربة في بيان لوزارة خارجيتها عن إدانتها لهذه الضربات، التي قالت إنها تشكل “انتهاكاً” لسيادة دمشق.
وتأتي الضربات الجوية الأمريكية في وقت حرج بالنسبة للعلاقات الأمريكية والإيرانية، حيث كان هناك تقدم في إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي يهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية.
وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، أنه لا توجد صلة بين الضربات والجهود المبذولة لإحياء الاتفاق، قائلا إن “الضربات كانت مجرد رد على الهجمات الإيرانية الأخيرة على القوات الأمريكية”.
وأضاف المسؤول: “سواء كان هناك اتفاق أم لا، فإن التزام الرئيس (جو بايدن) بحماية الأفراد الأمريكيين ومواجهة أنشطة إيران التي تعرض شعبنا أو أصدقائنا في المنطقة للخطر هو التزام ثابت”.
وتابع: “الاتفاق النووي لا علاقة له باستعدادنا وقدرتنا على الدفاع عن شعبنا ومصالحنا”.
وبعد محادثات متقطعة وغير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، استمرت 16 شهرا، قام خلالها الاتحاد الأوروبي بجولات مكوكية بين الطرفين، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي في 8 أغسطس/آب، إن التكتل قدم عرضا “نهائيا”، وينتظر التوافق الإيراني الأمريكي عليه.
المصدر: وكالات