مسؤولون ومحللون سياسيون واقتصاديون عراقيون يؤكدون أهمية زيارة سمو الأمير إلى العراق

مسؤولون ومحللون سياسيون واقتصاديون عراقيون يؤكدون أهمية زيارة سمو الأمير إلى العراق

 

أكد مسؤولون ومحللون سياسيون واقتصاديون عراقيون أهمية زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى العراق، في ظل ما تشهده العلاقات بين البلدين من تطور مستمر واحترام متبادل.
وشدد المتحدثون، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، على ضرورة استثمار الجانبين زيارة سمو الأمير من أجل زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في ظل وجود فرص استثمارية كثيرة من بينها في قطاع النفط والغاز والبنية التحتية، التي بالإمكان استغلالها وتطوير مجالات التعاون فيها خلال الفترة المقبلة.
وأبرزوا حاجة بلادهم إلى الدعم الدبلوماسي القطري في كثير من المحافل الدولية، بالنظر للعلاقات المتينة التي تربط قطر بمختلف دول العالم، ولدورها البارز في المنظمات الإقليمية والدولية، وامتلاكها علاقات ومصالح في كل القارات.
وفي هذا الصدد، اعتبر عبد الزهرة الهنداوي، المتحدث الرسمي باسم وزارة التخطيط العراقية، أن زيارة سمو أمير البلاد المفدى إلى بلاده تمثل خطوة مهمة باتجاه تعزيز وتمتين العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما أنها تأتي بعد الإعلان عن انطلاق مشروع طريق التنمية في العراق، وهو المشروع الذي سيمثل نقلة مهمة في تعزيز التعاون بين البلدين.
وأوضح وجود الكثير من المجالات التي من الممكن للبلدين التعاون فيها، وتحقيق تكامل اقتصادي بينهما، وذلك في ظل توجه الحكومة العراقية إلى بناء شبكة من العلاقات القائمة على أساس التكافؤ الاقتصادي والسياسي ولاستثماري، مشيرا إلى أنه بالإمكان إيجاد تعاون جيد في مجال الخطوط والملاحة الجوية، لا سيما مع وجود خط بين البلدين تم تشييده في سنوات سابقة، مع إمكانية التعاون في مجال تصدير المنتجات العراقية إلى قطر، أو بالعكس من قطر إلى العراق في مختلف الصناعات الغذائية والاستهلاكية وغيرها.
ولفت إلى أن التبادل التجاري بين البلدين يشهد نموا واضحا في معدلاته خلال السنوات الأخيرة، وأصبح يزيد عن 300 مليون دولار سنويا، مؤكدا أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى العراق سوف تساهم في زيادة التبادل التجاري بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين، خاصة مع وجود فرص استثمارية كبيرة في العراق، حيث بإمكان الشركات القطرية المرموقة استغلالها.
من جهته، شدد الدكتور نجم الغزي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة “ذي قار” العراقية لـ/قنا/، على الأهمية البالغة لزيارة سمو أمير البلاد المفدى إلى العراق، خاصة أن قطر دولة فاعلة دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا، ولديها شبكة علاقات دولية واسعة، فضلا على امتلاكها تجربة تنمية ناجحة في المنطقة، وشركات مهمة تعمل في أجزاء كبيرة من العالم، مشيرا إلى أن العراق وقطر عضوان في منظمة الدول المصدرة للنفط /أوبك/، ولهما تأثيرهما في المنظمة.
وقال الغزي في هذا السياق: “إن زيارة سمو الأمير مهمة للطرفين وعلى الجانب العراقي أن يستثمرها، وأن يعمل على الاستفادة القصوى منها، خاصة أن البلاد عانت كثيرا من الحرب ضد تنظيم /داعش/”، مبينا حاجة العراق إلى الدعم الدبلوماسي القطري في المحافل الدولية لما تمتلكه قطر من علاقات ومصالح في كل دول العالم. 

من جانبه، أكد السيد عاصم جهاد، المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط العراقية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، التطور المستمر للعلاقات العراقية – القطرية المبنية على الاحترام المتبادل، والحرص على توسيع آفاق التعاون في جميع مجالات النفط والطاقة، وهو ما يعكسه التعاون وتبادل الزيارات، والتنسيق وتنظيم اللقاءات بصفة مستمرة بين الجانبين.
وقال: “هناك استعداد ونية لدى الجانب القطري للدخول في استثمارات بقطاع النفط العراقي، والعراق يرحب بالأشقاء من دولة قطر، خاصة مع طرح جولات تراخيص للتنقيب عن النفط في البلاد، وهي فرصة أمام الشركات الاستثمارية القطرية لتوسيع آفاق التعاون في مجال النفط والغاز، وبالتأكيد العراق يسعى إلى توسيع آفاق التعاون مع الأشقاء القطريين في جميع المجالات، حيث تشهد العلاقات الآن تطورا كبيرا”.
واعتبر جهاد أنه بإمكان العراق أن يكون دولة واعدة في إنتاج الغاز، وقطر تمتلك شركات لديها خبرات في هذا المجال، وبالإمكان إيجاد تعاون بين البلدين في هذه الصناعة المهمة، مبينا أن السوق العراقي مهم للمنتجات والاستثمارات القطرية، في ظل حاجة العراق إلى إعادة إعمار مخلفات الحرب ضد /داعش/، ومن الممكن أن تساهم الشركات القطرية العاملة في البنية التحتية المشاركة بفاعلية في هذا المجال.
وشدد على مدى مساهمة الزيارات المتبادلة بين قادة الدول العربية في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين، وفي دفع عجلة التنمية التي تعد مطلبا لكل شعوب المنطقة، مضيفا أن الأمن والاستقرار في المنطقة مهم لكل من قطر والعراق.
إلى ذلك، لفت السيد عزت الشابندر، السياسي العراقي وعضو مجلس النواب العراقي السابق، في تصريح لـ /قنا/، إلى الإمكانيات الواعدة لمزيد من تطوير العلاقات العراقية – القطرية، حتى تصبح نموذجا لكافة دول المنطقة، قائلا في هذا الصدد: “بالتأكيد زيارة سمو الأمير إلى العراق ستدفع بقوة في هذا الاتجاه.. وسموه يزور بلده الثاني.. كما أن العراق شعب وحكومة يستقبلانه بسعادة كبيرة”.
في الاتجاه ذاته، أوضح السيد غازي الشايع الكاتب والمستشار الإعلامي العراقي، أن زيارة سمو أمير البلاد المفدى إلى العراق تشكل “انعطافة مهمة وتاريخية على مستوى العلاقات بين البلدين، وبالتأكيد ستكون لها آثارها المهمة، خاصة فيما يتعلق بمشروع طريق التنمية الذي يعتزم العراق إدراجه وتنفيذه بالتعاون مع الكثير من دول العالم”، مبينا أن “لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى مكانة خاصة ومتميزة في الوسطين الشبابي والرياضي، بعد النجاح الكبير الذي تحقق في تنظيم دولة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والتي أكسبت سموه محبة واحتراما وتشجيعا من مختلف فئات المجتمع العراقي والعربي والدولي، إضافة إلى مكانة سموه المعهودة واهتمامه بتخطي الكثير من العقبات في سبيل جمع شمل الأمة العربية”.
كما اعتبر عبدالأمير المجر المحلل السياسي العراقي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن للعلاقات العراقية – القطرية خصوصية نسبية وذلك لأن قطر رسمت لنفسها مسارا خاصا في علاقاتها الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن المواقف العربية والإقليمية والأجنبية المستجدة بشكل عام تجاه العراق في ظل ما ينعم به حاليا من استقرار أمني ملحوظ، ترافقت مع استقرار سياسي نسبي يقوم على قاعدة الابتعاد عن أي هيمنة إقليمية، وهو ما جعل قطاعات الطاقة والصناعة والاستثمار تنهض من جديد أو في طريقها إلى ذلك، الأمر الذي دفع بالدول العربية والأجنبية إلى التنسيق مع العراق لتجد لنفسها مكانا في ميادين الاستثمار المتعددة فيه.
وأوضح المجر أن من بين عوامل نهضة العراق المقبلة اتجاهه إلى استثمار الغاز الذي تعد قطر من أبرز منتجيه ومصدريه، بالإضافة إلى مشاريع مختلفة أخرى، فضلا عن مشروع طريق التنمية الاستراتيجي الذي سيربط الخليج من خلال العراق بأوروبا، وهو يخدم قطر، لا سيما بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، وتصاعد الطلب العالمي والأوروبي تحديدا على الغاز.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور عبدالعزيز الحسون المحلل الاقتصادي العراقي بالشأن المصرفي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، “إن بلاده لم تبتعد عن قطر التي لم تبتعد بدورها عن شقيقتها العراق، وباشرت بالدخول إلى القطاع المصرفي العراقي، وهي خطوة لعبت دورا في تنمية العلاقة بين البلدين، بما فيها التعريف بما يتوفر من طاقات وفرص نمو وانتعاش اقتصادي”.
وأضاف: “إن ما نراه اليوم من توجه المسؤولين في البلدين إلى تبادل الاتصالات والزيارات، شجع رجال الأعمال على توطيد علاقات الشراكة بينهما، مشددا على أن “الأيام أثبتت أنه لا مناص ولا انفكاك للعراق من محيطه العربي وعمقه الأمني، وهو يتطلع لقدوم المستثمرين القطريين لاغتنام فرصة الانفتاح العراقي على محيطه العربي والدخول في السوق العراقي بقوة”.
وأشار الحسون إلى انفتاح علاقات العراق بالدول الشقيقية والصديقة، مع الحرص على الاقتصاد البيني مع الدول العربية والقائمة رغم الأزمات التي ألمت بالمنطقة، مبينا أن العواصم العربية أدركت أن تبادل المنافع مع بعضها البعض هو الأجدر والخيار الصائب بما يرافقه من انتعاش وازدهار.
وقد شهدت العلاقات القطرية – العراقية، خلال السنوات الأخيرة، تطورات ملحوظة، حيث أسهم التعاون الثنائي بين البلدين في تحقيق تقدم في العديد من المجالات المشتركة، بما في ذلك الاقتصاد والاستثمار.
وتعد قطر والعراق شريكين استراتيجيين في مجال الاقتصاد والاستثمار، حيث قدمت قطر الدعم المالي للعراق للمساهمة في إعادة إعماره من مخلفات الحرب ضد /داعش/، كما تم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الشركات القطرية والعراقية لمشاريع استثمارية مشتركة في مجالات متنوعة، مثل النفط والغاز والبنية التحتية، حيث ساهمت هذه المشاريع في تعزيز البنى التحتية الاقتصادية في العراق، وتعزيز إمكانياته الاقتصادية.

اقرأ ايضاً
بورصة قطر و ارتفاع للمؤشر العام بنسبة 0.40 %

 

المصدر: صحيفة العرب القطرية

شاهد أيضاً

القدم في قطر

كرة القدم في قطر: رحلة النشأة والتطور والمجد العالمي

كرة القدم في قطر ليست مجرد لعبة رياضية بل قصة نجاح استثنائية بدأت من البدايات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *