مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: خطابات سمو الأمير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تحظى بأصداء إيجابية سنويا

مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: خطابات سمو الأمير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تحظى بأصداء إيجابية سنويا

شدد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، على أن مشاركة دولة قطر بصورة مستمرة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تحظى دائما بأصداء إيجابية وخاصة تلك الأصداء تجاه خطابات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام قادة الدول في هذه الاجتماعات.
وقال الأنصاري، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن دولة قطر باعتبارها شريكا فاعلا ومؤثرا في المجتمع الدولي وعضوا فعالا في الأمم المتحدة فهي تعمل دائما على تعزيز مكانتها في هذه المنظومة الدولية بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام من خلال المشاركة الفعالة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف أن خطابات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى سنويا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تتضمن دائما مجموعة من الرؤى والأفكار المهمة التي يتم تداولها بشكل واضح وهي تمثل بوصلة السياسة الخارجية لقطر وعملها في الإطار الدولي متعدد الأطراف.
وأكد أن المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل فرصة سنوية للتأكيد على المواقف الثابتة للسياسة الخارجية القطرية، وكذلك فرصة للدفع باتجاهات واضحة فيما يتعلق بالقضايا الأساسية التي تؤمن بها قطر، لذلك دائما هناك ثوابت في خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وهي ثوابت تشكل دائما جزءا أساسيا في السياسة الخارجية القطرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضايا المنطقة.
ونوه بأن حضور حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في الجمعية العامة للأمم المتحدة يحظى باهتمام مختلف الأطراف كما أن اللقاءات التي تقام على هامش مشاركة سموه في الجمعية تمثل حجز زاوية للسياسة الخارجية القطرية.
وقال إن هذا التجمع السنوي والذي يجمع عددا كبيرا من قادة دول العالم تحت مظلة واحدة يعطي الفرصة للدفع بأجندة السياسة الخارجية القطرية للأمام كما أن الاحترام الكبير الذي يحظى به حضرة صاحب السمو من خلال مشاركته في الجمعية العامة يؤكد نجاعة هذه المشاركة وأهميتها في السياق الدولي.
وأوضح أن مشاركات قطر في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يتخللها أيضا إطلاق عدد من المبادرات المهمة من طرف دولة قطر حيث تم العام الماضي إطلاق مجموعة من المبادرات على رأسها مبادرة “النساء في مناطق النزاع” إلى جانب إقامة حدث حول مكافحة الاتجار بالأطفال في الرياضة وحدث جانبي آخر للاحتفال بذكرى اعتماد برنامج عمل الدوحة للبلدان الأقل نموا، بالإضافة إلى فعالية لحظة التهديف من أجل التنمية المستدامة والتي أقيمت قبل شهرين من استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 .
ولفت إلى أن كل هذه المبادرات التي تقدمها دولة قطر في الجمعية العامة للأمم المتحدة تأتي في إطار النشاط المستمر لدولة قطر في الأمم المتحدة من خلال بعثة قطر في نيويورك برئاسة سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة حيث تقوم البعثة بمجهود جبارة في إطار توطيد العلاقة مع الأمم المتحدة وضمان أن يكون الدور القطري دورا مؤثرا بشكل عام في المنظمة.

وقال الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إنه في إطار الأدوار المؤثرة التي تقوم بها دولة قطر على الساحة الدولية تأتي مسألة الوساطة وحل النزاعات بالطرق السلمية في صميم هذه الأدوار وخاصة أن هذه المسألة تقع ضمن ثوابت السياسة الخارجية لدولة قطر.
وأضاف أن “دور الوساطة الذي تلعبه قطر لا يعتبر من المسائل الهامشية في السياسة الخارجية القطرية بل هي مبدأ منصوص عليه في الدستور الدائم لدولة قطر وهو توطيد السلم والأمن الدوليين عن طريق تشجيع فض المنازعات الدولية بالطرق السلمية”.
وأوضح أنه انطلاقا من ذلك الدور فإن الدبلوماسية القطرية انخرطت خلال السنوات الماضية في عدد كبير جدا من الوساطات الناجحة ومنها على سبيل الذكر وضع حد للفراغ الرئاسي في لبنان عام 2008 مرورا بتوقيع اتفاق الدوحة للسلام في دارفور والتوسط بين ارتيريا وجيبوتي وكذلك إطلاق سراح رهائن في سوريا فضلا عن العمل على تحقيق مصالحة بين الفلسطينيين.
كما تم في نفس الإطار تحقيق اتفاق إحلال السلام بين الولايات المتحدة وطالبان والذي كان فيه جهد كبير وأنهى أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ومعاناة الشعب الأفغاني لفترة استمرت لأكثر من 20 عاما، فضلا عن استضافة المفاوضات الأفغانية الأفغانية وكذلك استضافة المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة فيما يخص الاتفاق النووي وكذلك توقيع الأطراف التشادية لاتفاقية الدوحة للسلام وآخر جهود الوساطة كان دور قطر من خلال الوساطة بين الولايات المتحدة الأمريكية وطهران للإفراج عن بعض المعتقلين وفتح قناة إنسانية في نفس الاتفاق.
وشدد الدكتور الأنصاري على أن نجاح دولة قطر في مسألة الوساطة يأتي كسبب مباشر لاهتمام القيادة الرشيدة بنجاح أي مفاوضات وكذلك بسبب الإرادة السياسية في قطر التي تحرص على أن يكون لها دور واضح فيما يتعلق بفض المنازعات والحلول السلمية.
كما أشار إلى أن نجاح قطر في هذا الموضوع يأتي بسبب أن قطر تقف دائما على مسافة واحدة من جميع الأطراف وهو ما لا يعد حيادا سلبيا حيث إنه في إطار الوساطة تقوم دائما بأدوار تتعدى دورها كوسيط تقليدي من خلال الدخول في التنمية في مناطق النزاع والدخول في الاستثمار والاقتصاد وتعزيز التوافق الدولي حول الحل وتوفير البيئة الملائمة لنجاحها في المستقبل حيث تكون هذه أهم نقاط القوة فيما يتعلق بالوساطات القطرية.
وأشار في هذا السياق إلى أن المساعدات والعمل الإنساني الحكومي أو غير الحكومي ينطلق في قطر من واقع الإيمان العميق لدى الشعب القطري والقيادة القطرية بدينها الإسلامي الحنيف وبمركزية هذه القضية في الإسلام وهي قيمة إنسانية متعلقة بمساعدة المحتاجين وبأن هناك زكاة تدفع فيما يقابل الفضل الذي من الله به على دولة قطر .
وأكد أن هذه المساعدات والعمل الإنساني من قطر يشكل جزءا من الالتزامات الدولية في إطار العمل الدولي متعدد الأطراف وينطلق من رؤية قطر الوطنية التي تعكس بشكل واضح أهمية قيم التضامن في مساعدة الدول والشعوب والمجتمعات التي تعاني من أزمات إنسانية ونزاعات وفقر.
وقال إن قطر وكما هو معروف عنها لا تربط مساعداتها الخارجية أبدا بالمصالح السياسية والاقتصادية حيث تقدم دولة قطر هذه المساعدات دائما على أساس حاجة هذه الدول أولا وعلى أساس القيمة المضافة أو الأثر المتوقع من وجود هذه المساعدات في مناطق النزاع.
وأضاف أنه من هذا المنطلق تجد المساعدات القطرية تتجه دائما لقطاع الصحة والتعليم وهو ما تشير إليه الأرقام حيث تم توفير التعليم لأكثر من 10 ملايين طفل في مناطق النزاع من خلال مبادرة التعليم فوق الجميع، كما أن مؤسسة تنطلق من قطر مثل /صلتك/ تقوم بدور مهم جدا في بعث الأمل في حياة الشعوب في مناطق النزاع من خلال توفير فرص العمل للمحتاجين والربط بين جهات العمل والأفراد بالإضافة إلى الدور الذي يقوم به صندوق قطر للتنمية في توجيه مساعدات قطر بما يتفق مع هذه الأهداف الاستراتيجية المتعلقة بالتعليم والصحة والإغاثة ويتوافق كذلك مع دور قطر الذي يتعدى إقليمها فيما يتعلق بالمساعدات.
ولفت إلى أن دولة قطر بنت قدرات كبيرة جدا في مجال الإغاثة المباشرة من خلال فريق البحث والإنقاذ القطري والذي قام بدور كبير في الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية التي حصلت في السنوات الأخيرة في بيروت مثلا وفي زلزال تركيا وسوريا مؤخرا وهذا كله يدل على أن ما تقوم به قطر دائما ليس مرتبطا بأجندة سياسية معينة بل مرتبط بالمساعدة الإنسانية التي يتم تقديمها في الوقت والمكان المناسبين.
وتحدث الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، عن الدبلوماسية الناعمة والقوة الناعمة التي تتبعها قطر حيث أشار إلى أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أوضح في مقابلة مع تلفزيون قطر في أبريل الماضي، أن البعض يتساءل عن حاجة قطر للدبلوماسية الناعمة والقوة الناعمة، مؤكدا أن “قطر كدولة صغيرة فإن مسالة القوة الناعمة والدبلوماسية الناعمة هي جزء لا يتجزأ من إثبات وجودنا وحماية أمننا، وهذه حقيقة وليست مسألة تقال جزافا بل هي مسألة في غاية الأهمية والمركزية في السياسة الخارجية القطرية”.
وأضاف أن دولة قطر ومن ناحية صغرها الجغرافي ووجودها في محيط مضطرب تحتاج أن تكون مؤثرة في الساحة الدولية وأن يكون صوتها مسموعا في الساحة الدولية حتى يمكن أن يكون لها تأثير دولي يخدم مصالحها وأمنها بشكل مباشر.
وأوضح أن السياسة والدبلوماسية القطرية والقوة الناعمة القطرية بمختلف أشكالها الثقافية والرياضية وغيرها تخدم بشكل أساسي في مسألة وضع قطر على الخارطة الدولية وضمان مصالح قطر على المدى الطويل من خلال أن يكون لقطر صوت مسموع، وأبرز مثال على ذلك بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 والذي عرف مختلف شعوب العالم ليس بقطر فحسب بل بثقافة المنطقة وبقيم المنطقة وأزال الكثير من الصور النمطية عن المنطقة وسمح لقطر بعدها أن تتحرك في مبادرات جديدة وأن تنشط موقعها كبيئة جاذبة للسياحة وللاستثمار الدوليين ولذلك لا يمكن الفصل بين القوة الناعمة والدبلوماسية القطرية والمصالح الوطنية العليا لدولة قطر.
وعن جهود قطر في مجال حماية المرأة والطفل في مناطق النزاع، تحدث عن أهمية التعليم والدعم الذي يقدمه صندوق قطر للتنمية للمشاريع التعليمية المختلفة حول العالم من خلال مؤسسة التعليم فوق الجميع، إلى جانب مبادرة النساء في مناطق النزاع التي أكدت قطر من خلالها على توفير الحماية للنساء في مناطق النزاع، وكذلك استمرار قطر في تمويل مجموعة من المشاريع المعنية بالمساعدات الإنسانية والإنمائية لتزويد النساء والأطفال في مناطق النزاع بالأدوات والوعي الذي يساعدهم على الحياة الكريمة والعيش بشكل يضمن كرامتهم وإنسانيتهم.
وأشار إلى أن قطر نظمت في شهر ديسمبر الماضي في بالي وبالشراكة مع الأشقاء في إندونيسيا مؤتمرا دوليا حول تعليم المرأة الأفغانية شاركت فيه أكثر من 40 دولة بالإضافة إلى مشاركات من منظمات إقليمية ودولية ومن القطاع الخاص، كاشفا عن عقد نسخة ثانية من هذا المؤتمر في الدوحة خلال شهر نوفمبر المقبل.
كما لفت إلى مشروع القرار الذي كانت قطر قد تقدمت به للدورة 74 للأمم المتحدة حول اليوم العالمي لحماية المؤسسات التعليمية من الهجمات، والذي يقضي باعتبار يوم 9 سبتمبر من كل عام يوما عالميا لحماية التعليم من الهجمات ويحث المجتمع الدولي على تخفيف المحنة التي تعرض لها الطلاب المتضررون من النزاعات المسلحة حيث تم اعتماد هذا القرار ويتم الاحتفال به منذ ذلك الحين سنويا.
وأوضح الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية في ختام حواره مع /قنا/، أن الأطفال هم أكثر فئة تتأثر في مناطق النزاع حيث ينقطع التعليم عنهم طيلة فترة النزاع والتي يمكن أن تستمر لسنوات ويمكن أن ينشأ جيل يكون فيه تجهيل متعمد، وجيل يتربى على ثقافة النزاع وثقافة الصراع وليس بناء جيل صالح قادر على أن يعمل بإيجابية في الإطار الاجتماعي.

اقرأ ايضاً
قطر تدين بشدة اقتحام مستوطنين المسجد الأقصى واتفاق تمديد ساعات الاقتحامات

المصدر: صحيفة العرب القطرية

شاهد أيضاً

قطر: جغرافيا مميزة ومركز عالمي للطاقة والسياحة والاستثمار

تتميز دولة قطر بمكانتها البارزة على الساحة الإقليمية والدولية، حيث تجمع بين موقع جغرافي استراتيجي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *