رغم إعلان إسرائيل أن هدفها من مخطط إنشاء منطقة عازلة في قطاع غزة هو منع هجمات الفصائل الفلسطينية من الوصول إليها، فإن لتل أبيب دوافع أخرى، وفق خبراء.
وتحدَّث محللون سياسيون وصحفيون مُتخصّصون في ملف القضية الفلسطينية، لموقع “سكاي نيوز عربية”، كذلك عن توقّعاتهم لمستقبل هذا المخطّط، في ضوء ما تملكه الفصائل الفلسطينية من وسائل للوصول إلى الأهداف الإسرائيلية.
وفي تقرير لوكالة “رويترز”، الجمعة، جاء أنّ إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة وعددا من الدول المجاورة بأنها تعتزم إقامة منطقة عازلة على حدود غزة الجنوبية بعد انتهاء الحرب؛ لمنع خروج هجمات من القطاع باتجاه الإسرائيليين.
الأهداف الحقيقية
ويقول صلاح جمعة، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، على الخطة الإسرائيلية بإقامة هذه المنطقة العازلة قائلا إنها “لن تنجح”.
واستدل على ذلك بأن “إسرائيل أقامت منطقة عازلة بالفعل من قبل، وكانت تمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، والنتيجة في النهاية معروفة، فشل ذريع”.
كما أنّ الفصائل الفلسطينية “دائما تبتدع ما تحتاج إليه للوصول إلى إسرائيل، ولديها الآن الأنفاق وطائرات مسيّرة وصواريخ وطائرات شراعية”.
ولذلك يرى الجمل أنّ الأهداف الحقيقية لهذا المُخطّط الإسرائيلي هي:
- السيطرة الفعلية على مسافة من 2- 3 كم داخل غزة، وهذا سيعدّ كارثة؛ فهي بذلك ستقتطع جزءا كبيرا من القطاع وتضمه.
- تهجير الفلسطينيين والطريقة التي تستهدف بها البنية التحتية يوحيان بذلك.
ورغم ذلك، توقّع الصحفي المصري أن المخطّط أيضا “سيفشل”، خاصة مع “صمود الشعب الفلسطيني”.
الحل سياسي
بدوره، يُذكِّر الصحفي الفلسطيني جمال سالم، بأن إسرائيل أقامت منطقة عازلة على الحدود مع لبنان في وقت سابق، لكنها “لم تمنع حزب الله بالتأكيد من استهدافها؛ فالصواريخ لا تعرف مناطق عازلة”.
وأقصى ما يمكن أن تفعله المنطقة العازلة في غزة، حسب سالم، هو “أن تمنع هجوما بريا مثل ما تعرّضت له إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي”، لكن الفصائل الفلسطينية “لديها من الصواريخ ما يصل إلى تل أبيب”.
وعلى هذا، يُؤكّد سالم أن “الحل العسكري لن يُجدي نفعا، ولا بديل للحل السياسي، وهو إقامة دولة فلسطينية موحّدة”.
ويُحذّر الصحفي جمال سالم من تبعات اجتماعية واقتصادية صعبة على الفلسطينيين إذا تمّ تنفيذ مخطّط المنطقة العازلة، ومنها أن تقليص مساحة غزة “أمر غير آدمي بالمرة؛ فسكان القطاع يحتاجون إلى ضعف المساحة التي يعيشون فيها لتكون حياتهم آدمية”.
كما يلفت إلى أن “المنطقة الحدودية أيضا أغلبها مزارع صالحة للزراعة، ويستفيد منها أهالي القطاع لتقليل الأزمة الغذائية، وحرمانهم منهم سيُفاقم الأزمة”.
وتوقّع الصحفي الفلسطيني أن “يرفض الفلسطينيون والعرب فكرة المنطقة العازلة”.
حياة الطوارئ
يؤكّد المحلل السياسي الفلسطيني، نذار جبر، على نفس الأمر، وهو أن المنطقة العازلة “لن تجدي نفعا لفلسطين، والحل الحقيقي هو إقامة الدولة الفلسطينية، فهذا هو أصل النزاع، وإلا فإن إسرائيل ستعيش طوال الوقت في طوارئ”.
وعن أمن إسرائيل، يقول إن “الفصائل الفلسطينية يمكن أن تصل إليها عبر البحر، ولديها الصواريخ، كمان أن الهجمات في الداخل لن تتوقّف، وإسرائيل تجمعها حدود مشتركة مع أعدائها تجعلها دائما في المرمى”.
تحذير مصري
انتهت الهدنة المؤقّتة بين إسرائيل وحركة حماس صباح الجمعة 2 ديسمبر، بعد أن استمرت 7 أيام بداية من 24 نوفمبر الماضي.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية، مساء الجمعة، بيانا أدانت فيه انهيار الهدنة وتجدّد القصف الإسرائيلي العنيف على غزة، مُحذرةً من عواقب التهجير القسري للفلسطينيين خارج أرضهم، وسط أحاديث إسرائيلية عن عملية في جنوبي القطاع المتاخم للحدود مع مصر.
من جانبها، تحدّثت وزارة الصحة الفلسطينية عن تزايُد عدد القتلى جراء أعمال القصف الإسرائيلية، قائلة إنه في اليوم الأول لمعاودة القصف قُتل ما يزيد على 100 فلسطيني في عدة غارات.
وأعلنت حركة حماس، مساء الجمعة، قصف مدينة تل أبيب بوابل من الصواريخ، في وقت دوت صفارات الإنذار في المدينة ومناطق واسعة بوسط إسرائيل.
المصدر: سكاي نيوز