السعودية؟ ولما لا! وأي بلد أفضل من المملكة بعد أن تقربنا ووطدنا علاقتنا مع جارتيها الإمارات والبحرين؟ إنها فرصة ثمينة لنا نحن الإسرائيليون لكي نتمدد في الشرق الأوسط ونحقق الحلم الصهيوني العتيق والأهم من هذا نحارب “العدو الأكبر” شرطي المنطقة “إيران”. ما سبق هو بعض العبارات لما يتم تداوله بمدونات الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها تويتر، بالأخص بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة لجدة والمنطقة، حيث كثرت التصريحات والتحليلات عن “أن السعودية اليوم بالنسبة لليهود لم تعد كما كانت في الأمس”.
مساء الأحد أعلنت صحيفة عبرية أن الحاخام الصهيوني “يعقوب هرتسوغ”، الذي زار السعودية عدة مرات، يسعى إلى خلق “مجتمع يهودي متكامل بين السعوديين وإيجاد جالية وبيئة حاضنة وآمنة لهم”.
وجاء في تقرير هذه الصحيفة “The Jerusalem Post” أن يعقوب هرتسوغ يتطلع إلى إنشاء مؤسسة في المملكة العربية السعودية لليهود الذين يأتون للعمل في المدن السعودية الحيوية كـ جدة والرياض.
القسيس أو الحاخام “هرتسوغ” هو مواطن أمريكي ،تم تعيينه مسبقا “قسيسا” في وزارة الجيش الإسرائيلي، حيث كان مسؤولا عن احتياجات الأديان الأخرى كافة في وحدته. هرتسوغ فكر في السفر إلى المملكة العربية السعودية قبل أربع سنوات. زار المملكة في أكتوبر / تشرين الأول 2021. وبحسب تقارير إعلامية عبرية، فإنه يريد أن يصبح الحاخام اليهودي “الأول والأعظم” في السعودية. على حد وصفه.
أعلن هذا الحاخام مؤخرًا أن المملكة العربية السعودية هي أكبر دولة في شبه الجزيرة ويبلغ عدد سكانها 35 مليون نسمة. فيما هناك مئات اليهود في هذا البلد، معظمهم من الجنود الأمريكيين اليهود وموظفي السفارات ورجال الأعمال اليهود الذين قدموا في الآونة الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية وأنشأوا فرع لشركتهم في هذا البلد بعدما شهدت العلاقات الإسرائيلية السعودية انفتاحاً بعد الزيارات المتكررة بين الجانبين وكان أهمها الزيارة السرية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان عام 2017 التي أقر بها رسميا رئيس الوزارء السابق بنيامين نتنياهو خلال حوار صحفي له عقد في تل أبيب مؤخرا.
هرتسوغ، الذي يعيش في فلسطين المحتلة قال أيضًا إنه سافر إلى المملكة العربية السعودية عدة مرات خلال الـ 25 عامًا الماضية وصدّر بذورًا لمنتجات زراعية مختلفة من إسرائيل إلى السعودية، وتعرفه سلطات الرياض بأنه الحاخام “الأكثر أصالة” في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث، “والأكثر جرأة” في طرح نظرياته ومشاريعه التي تبدو للبعض غير مثيرة للريبة إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من الاحتمالات على كافة الأصعدة.
مساعي إسرائيلية لتأسيس مجتمع يهودي متكامل في السعودية
ووفقا للحاخام، في السنوات الماضية، كان اليهود يواجهون مشاكل في السفر إلى المملكة العربية السعودية ويضطرون إلى الإفصاح عن ديانتهم وإعطاء معلومات دقيقة عنهم للسلطات الأمنية عند الحصول على تأشيرة وقبول شروط معينة أثناء زيارة المملكة كـ عدم الخوض في أحاديث مع المسلمين أو عدم دخول الأماكن المحرمة عليهم (مكة والمدينة). أما اليوم أزيلت هذه الأحكام ورفعت عنهم تماماً، حيث يمكن لليهود السفر إلى المملكة دون أي مشاكل أو عوائق مهما كانت والمثال على هذا، قضية الصحفي الإسرائيلي الذي يعمل في قناة 13 الصهيونية وحضوره مؤتمر جدة ومن ثم ذهابه إلى مكة وجبل عرفة.
في الأيام القليلة الماضية، انتشرت أنباء تفيد بتوغل إسرائيلي كبير في القطاعات السعودية وكان أهم ما تدوله ناشطون هما قطاع التكنولوجيا والاقتصاد، وعلى ثوب هذا ذكر “هرتسوغ” أثناء لقائه مع الشيخ أحمد الغامدي مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة، “أن عدد اليهود في المملكة العربية السعودية العاملين في قطاعي التكنولوجيا والمالية قد ازداد في السنوات الخمس الماضية منذ تنصيب محمد بن سلمان وليا للعهد، ومن المتوقع أن يزداد عددهم في السنوات المقبلة بعد فتح السعودية مجالها الجوي للطائرات الإسرائيلية”.
بحسب تصريحات “هرتسوغ” وبعد البحث المعمق في المواقع الرسمية في المملكة وفحص أسماء العاملين تبين أن جميع المؤسسات السعودية بما في ذلك وزارة الداخلية والخارجية، تعرف هذا القسيس وتؤكد حصوله على إذن بإقامة صلاة يهودية لـ 120 يهوديًا، وتشير تقارير أن الخطوة التالية هي الحصول على إذن لبناء كنيس يهودي في السعودية. ورجح مراقبون أنه في غضون عامين أو ثلاثة في المستقبل المقبل أن ستم بناء مركز حيوي لليهود في المملكة العربية السعودية اقتداء بجارتيها الإمارات العربية المتحدة والبحرين هدفه جمع أبناء الديانة اليهودية لتشكيل إتحاد أو حزب ما، له حقوقه وعليه واجباته التي تقربه أكثر من الحكومة وبذلك تقرب السعودية من التطبيع مع إسرائيل.
في وقت سابق، أجاب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على سؤال مفاده، هل ستحذو بلاده حذو الدول العربية الأخرى التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي في العامين الماضيين؟ فيما كان جاوبه: “نحن لا ننظر إلى إسرائيل كعدو، بل كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكننا العمل معًا لتحقيقها”.
وأعلنت المديرية العامة للطيران المدني في المملكة العربية السعودية مؤخرًا أن المجال الجوي للبلاد مفتوح لجميع الرحلات الجوية المدنية التي تلبي المتطلبات الضرورية (بما في ذلك الطائرات الإسرائيلية). جاء قرار الرياض عقب استقبال “جو بايدن” في أراض المملكة.
كما أكد “عادل الجبير” وزير الخارجية السعودي أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل خيار “استراتيجي”. لكن هناك متطلبات معينة يجب الوفاء بها قبل ذلك، ويقصد هنا حقوق الفلسطينيين في أرضهم.
وبعد توقيع اتفاقية التطبيع بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل تحت رعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أعرب العديد من المسؤولين السعوديين، بمن فيهم وزير الخارجية السعودي “فيصل فرحان” ، عن اهتمامهم بإقامة علاقات مع إسرائيل وتحقيق سلام شامل معها.
المصدر: قطرعاجل