الأمير خالد بن فرحان آل سعود
الأمير خالد بن فرحان آل سعود

حقيقة اعتذار الأمير المعارض خالد بن فرحان آل سعود من الملك سلمان وولي عهده

بعد الأصداء التي ترددت في مواقع التواصل الإجتماعي عن حقيقة اعتذار الأمير المعارض خالد بن فرحان آل سعود من الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، تسائل العديد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي عن سبب هذا الإعتذار

تعج سجون المملكة السعودية بمعارضي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي بدأ منذ صعوده لسدة الحكم في المملكة عام 2017 بحملة اعتقالات غير مسبوقة استهدفت العديد من فئات المجتمع السعودي وركز بشكل كبير على أمراء الأسرة الحاكمة وعمل على إقصائهم وتهميشهم من المناصب الحكومية الرفيعة، وها هو اليوم يبرز من جديد القلق والمصير المجهول لأمير معارض رغم خروجه من المملكة منذ عدة سنوات.

تغريدة واحدة من الحساب الرسمي الأمير المعارض خالد بن فرحان آل سعود المقيم في الخارج كانت كفيلة لإشعال فتيل القلق والرعب حول مصيره المجهول لتكثر التكهنات والترجيحات من المغردين التي تكاد أن تجزم بأنه إما مخطوف أو قد تم اغتياله من قبل السلطات السعودية وعلى رأسها ولي العهد محمد بن سلمان.

وفاجأ الأمير المعارض خالد بن فرحان آل سعود، متابعيه بتقديم اعتذار للملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان، ذكرت التغريدة التي نشرت من حسابه الرسمي “اعتذار.. نظرا لمروري بفترة عصيبة في حياتي، فقد أساءني ما صدر مني من تصريحات مسيئة في حق مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد حفظهما الله. وأتقدم لهما بخالص اعتذاري واسفي على ما بدر مني من سوء في حقهما.. حفظهم الله ورعاهم”.

وهنا انقسمت الآراء بين من خاب أمله من تغير موقف الأمير لحياده عن الحق (حسب وصفهم) وبين (وهم الأكثرية) من رأى في تغريدته رائحة اغتيال أو اختطاف ومن ثم السيطرة على حسابه ونشر هذه التغريدة.

الاغتيال والاختطاف

وبالطبع فإن الاغتيال أو الاختطاف ليس بغريب على السلطات السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان وخير شاهد على ذلك اغتيال جمال خاشقجي الصحفي المعارض في قنصلية بلاده باسطنبول عام 2018، وكذلك التقارير العديدة ومنها ماهو صادر عن السلطات الأمريكية الكاشفة عن عدة قضايا بشأن محاولات للتجسس واستهداف المعارضين السعوديين في الخارج.

ولعل آخر ماتم الكشف عنه هو اعتقال الطالب السعودي إبراهيم الحسين (42 عاما) من قبل السلطات الأمريكية في يونيو 2022 بتهمة تهديد معارضين والتعرض لهم بالمضايقة.

الأمير المعارض خالد بن فرحان آل سعود
الأمير المعارض خالد بن فرحان آل سعود

وذكرت حينها صحيفة “ديلي بيست“، أن وثائق من محكمة أمريكية، أظهرت أن إبراهيم الحسين وهو طالب دراسات عليا في ولاية ميسيسيبي، اعتقل بعد استخدامه حسابات بأسماء وهمية لتهديد معارضين ومضايقتهم.

وكشفت الوثائق أن الحسين استخدم حساب إنستغرام وهميا باسم فتاة “سمر”، وهدد مواطنة سعودية تنتقد سياسات الحكومة بالقتل، حين أبلغها أنها ستواجه مصير ندى القحطاني، وهي شابة قام شقيقها بقتلها رميا بالرصاص قبل سنوات.

كما أرسل إبراهيم الحسين رسالة لسيدة سعودية في العام 2020، ووصفها بـ”العاهرة”.

وبحسب معارضين سعوديين، فإن إبراهيم الحسين ابتعث للدراسة في الولايات المتحدة منذ العام 2013، وهو موظف لدى الديوان الملكي.

إعلان الأمير  خالد لإنشقاقه

منتصف العام 2013، أعلن الأمير المعارض خالد بن فرحان آل سعود، انشقاقه عن النظام السعودي وولاءه للتيارات الإصلاحية في البلاد، داعيا من أسماهم بـ”الأمراء الصامتين” إلى أن يحذوا حذوه.

وقال الأمير المنشق وقتها في حوار مع صحيفة “وطن”، أن انشقاقه على النظام جاء نتيجة الممارسات والسياسات الداخلية والخارجية التي ينتهجها النظام، لاسيما استيلاءه على الثروات الوطنية، في إشارة منه إلى النفط، كما دعا الأمراء الصامتين إلى “الإعلان عن موقفهم والتوقف عن السكوت والسلبية والاستعداد لتحمل التبعات إرضاءً لله والوطن”.

محاولة اختطاف وتغييب الأمير خالد

كان الأمير المعارض خالد بن فرحان آل سعود المقيم في ألمانيا قد كشف في تصريحات لموقع “DW” الألماني أن السلطات السعودية كانت قد عرضت على عائلته مبلغاً هائلاً من المال إذا ما وافق أن يطير إلى القاهرة للقاء مسؤولين سعوديين في مبنى القنصلية السعودية بالقاهرة.

وأضاف في تصريحاته للموقع الألماني بنقل أقربائه له بأن السلطات السعودية عرفت أنه يمر بضائقة مالية وتسعى لمساعدته، ووعدت أسرته بعودته سالماً لهم بعد اللقاء. وفي هذا السياق قال الأمير خالد: “عرضت علي السلطات السعودية أكثر من 30 مرة أن التقي بهم في مبنى السفارة. لكني رفضت بشدة، لأني أعرف ما يمكن أن يجري لو ذهبت للسفارة”.

كما فجر مفاجأة آنذاك تكشف لما كانت تخطط له السلطات السعودية: “قبل عشرة أيام من تغييب جمال خاشقجي، طلبوا من عائلتي أن تأتي بي إلى القاهرة كي أستلم منهم صكاً (بمبلغ كبير)، لكني رفضت الطلب”، معتقدا “أنها خدعة لإعادته إلى السعودية، كجزء من حملة قمع متصاعدة دبرها محمد بن سلمان لإسكات منتقديه”.

تطبيق الملكية الدستورية في المملكة

في أكتوبر 2018 وبعد أسبوعين من اغتيال الصحافي المعارض جمال خاشقجي، طالب الأمير خالد بن فرحان بتطبيق الملكية الدستورية في المملكة العربية السعودية بحيث يظل أحد افراد الأسرة الحاكمة منتخبا من مجلس الأسرة الحاكمة ويكون رئيس الوزراء منتخبا من برلمان منتخب.

وأضاف حينها عبر برنامج “بلا قيود” على قناة “BBC”، أن الملكية الدستورية ستسمح للمواطنين السعوديين بحكم أنفسهم وفي ذات الوقت تتم المحافظة على المملكة العربية السعودية عن طريق الرمز المنتخب من مجلس الأسرة الحاكمة على حد وصفه.

حركة حرية شعب شبه الجزيرة العربية

في مارس 2019 أجرت صحيفة الإندبندنت البريطانية حواراً مع الأمير المعارض خالد بن فرحان آل سعود بعد إطلاقه حركة معارضة بعنوان “حركة حرية شعب شبه الجزيرة العربية” تدعو إلى تغيير النظام في السعودية، وتكفل بحماية المعارضين الفارين منها بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي على أيدي مسؤولين العام الماضي.

وأوضح الأمير خالد حينها أنه يسعى إلى قيام ملكية دستورية في السعودية، وإجراء انتخابات لتعيين رئيس وزراء وحكومة من أجل محاربة الانتهاكات المزمنة لحقوق الإنسان والظلم في البلاد.

وأضاف للصحيفة البريطانية أن السعودية بحاجة إلى نظام جديد كالديمقراطيات الأخرى، حيث يحق للناس انتخاب الحكومة لإنشاء سعودية جديدة.

ولفت إلى أنه يملك رؤية للنظام القضائي وحقوق الإنسان والمساءلة، لكن يجب الآن التركيز على الدستور ومساعدة السعوديين في أوروبا.

كما أكد الأمير المعارض خالد بن فرحان آل سعود حينها أن أفراد العائلة المالكة بيت آل سعود سيبقون رؤساء البلاد الرمزيين، تماما مثل النظام الملكي في بريطانيا، لكن الشعب سيحتفظ بالسلطة في نهاية المطاف.

كتاب للأمير خالد بن فرحان

تحت عنوان “مملكة الصمت والاستعباد في ظل الزهايمر السياسي”، كشف الأمير السعودي المعارض خالد الفرحان، عن كتابه، الذي يحاكي الأوضاع الداخلية في السعودية، التي تتفاقم مشاكلها بسبب الفساد السياسي والمالي، والفساد الذي يعمّق الأزمات، ويستحيل معالجتها إلا من خلال تغيير جوهري شامل، وفق الكاتب.

مملكة الصمت والاستعباد في ظل الزهايمر السياسي خالد بن فرحان آل سعود

وأفصح الأمير خالد عن بعض مضامين الكتاب عبر تدوينات، إذ لفت إلى أنه لا يمكن تحقيق أي تغيير داخل السعودية إلا بوسيلة من وسائل الضغط سواء السياسي أو الإعلامي أو الشعبي، ولا ينبغي التعويل في التغيير إلا من خلال الجهد الحقيقي الداخلي الشعبي، معرباً عن أسفه من الواقع الذي وصفه بأنه “مرير” في السعودية والعالم العربي والإسلامي”.

وأشار إلى أن هذه الأمور تدعو إلى التأمل بأسباب هذا “الهبوط الكبير الذي نحن بصدده الآن وما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل القريب”، وفق تعبيره.

مبايعة الأمير أحمد بن عبد العزيز

وفي مارس 2020، علق الأمير خالد بن فرحان على خبر اعتقال عدد من كبار الأمراء في السعودية بينهم شقيق الملك، أحمد بن عبد العزيز، ومحمد بن نايف، الذي كان وليا للعهد، قبل تولي محمد بن سلمان المنصب.

وقال حينها في تغريدة على حسابه تحت هاشتاغ “نبايع أحمد بن عبد العزيز ملكا” بالقول “هذه رسالة جميع عائلة آل سعود، التي فرض عليهم حظر السفر التعسفي خارج البلاد، وتم قمعهم وردعهم للحيلولة دون التعبير عن رفضهم لجميع سياسات الملك سلمان، التي هزت اركان ومكانة بلاد الحرمين الشريفين، في سبيل فرض من لا يستحق في ولاية العهد”.

7

وهنا لابد من الاستغراب كيف يمكن لمثل هذا الأمير الذي غادر السعودية منذ عام 2007 وبدأ معارضته وكرَّس كل جهده لتخليص السعودية من هذا الحكم أن يأتي اليوم ويعتذر على الملأ من الملك سلمان وولي عهده؟!

المصدر: قطر عاجل + وطن

شاهد أيضاً

إسرائيل لا تملك ترف التريث في قبول صفقة الرهائن – صحيفة هآرتس

إسرائيل لا تملك ترف التريث في قبول صفقة الرهائن – صحيفة هآرتس صدر الصورة، Maxar …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *