موسكو تلوح بالنووي من جديد لتشمل دولا غير نووية، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقّع مرسوما يسمح باستخدام أسلحةٍ نووية ضد دولة لا تملك هذا النوعَ من السلاح إذا كانت مدعومة من قوى نووية.
فهل هي رسالة روسية لأوكرانيا وحلفائها في الغرب بعد السماح لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى؟
الكرملين أكد أن توقيعَ بوتين على وثيقة العقيدة النووية الجديدة، هدفُه جعل الأعداء المحتملين يُدركون حتميةَ الرد على أي هجوم يستهدفها أو يستهدف حلفاءَها.
وأكد الكرملين أن موسكو تحتفظ بحق استخدام الأسلحة النووية في حالة العدوان عليها أو على بيلاروسيا بالأسلحة التقليدية إذا كان ذلك يشكل تهديدًا خطيرًا لسيادتهما.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حض الدول الغربية على الاطلاع على العقيدة النووية الروسية الجديدة معربا عن أمله في أن تكون الرسالة وصلت.
“التاسعة” على قناة سكاي نيوز عربية، ناقشت مع الكاتب والباحث السياسي، محمود الأفندي. تداعيات هذه التطورات على مجريات الحرب وتحديات الأوضاع على الأرض.
تحديث العقيدة النووية رسالة تهديد جديدة للغرب
وعلى التعديلات التي أدخلتها روسيا على عقيدتها النووية أوضح الأفندي أن هذه الخطوة تعد بمثابة رد روسي على الدعم الغربي المتزايد لأوكرانيا، خاصة بعد أن سمحت واشنطن لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد الأهداف العسكرية الروسية.
وأضاف الأفندي أن موسكو ترى في هذا التحديث النووي تحذيرا للغرب وحلفائه من أي تصعيد مستقبلي.
هل التصعيد النووي الروسي خطوة عملية أم مجرد تهديد؟
وعن إمكانية أن تكون هذه التهديدات النووية الروسية خطوة عملية أو مجرد وسيلة ضغط سياسية. أفاد الأفندي أن روسيا لا ترغب في اللجوء إلى الأسلحة النووية، لكن في الوقت ذاته، تعتبر أن تحديث العقيدتها النووية هو وسيلة لحماية مصالحها في مواجهة أي تهديدات متزايدة من الغرب.
وأكد الأفندي أن موسكو تأمل في أن تبقى الأمور تحت السيطرة، لكن التوترات المستمرة قد تجعل الرد النووي أمرًا واردًا إذا تصاعدت الأمور.
الولايات المتحدة.. دعم عسكري مستمر لأوكرانيا
وبشأن السماح لكييف باستخدام صواريخ “أتاكامز” بعيدة المدى لاستهداف المنشآت العسكرية الروسية، أوضح الأفندي أن هذا القرار جاء في وقت حساس، حيث يُنظر إلى ذلك على أنه دعم حاسم لأوكرانيا في مواجهة الهجمات الروسية.
وأضاف أن هذا التصعيد العسكري قد يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى اشتعال حرب أوسع نطاقًا بين روسيا وحلف الناتو، خاصة إذا تم استهداف المزيد من الأهداف العسكرية الروسية.
هل يمكن لإنهاء الحرب أن يكون ممكنا مع ترامب؟
في سياق موازٍ، وعن تأثير الانتخابات الأميركية على مواقف الحرب في أوكرانيا، حيث كان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد تعهد بإنهاء الحرب إذا تم انتخابه مرة أخرى، وهنا أشار الأفندي إلى أن هذه التصريحات تثير تساؤلات حول مصير الحرب، مشيرًا إلى أن هناك اختلافات كبيرة بين سياسات إدارة بايدن وسياسات ترامب فيما يتعلق بالصراع الأوكراني. بينما يرى ترامب أن هناك فرصة لإنهاء الحرب من خلال التفاوض مع روسيا، يرى بايدن أن التصعيد العسكري هو الخيار الأفضل لمواجهة موسكو.
التحديات المستقبلية
وبخصوص السيناريوهات المستقبلية في الحرب الأوكرانية، وخاصة التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية، أكد الأفندي أن الوضع على الأرض يزداد تعقيدًا، وأن العالم يواجه خطرًا حقيقيًا من التصعيد العسكري المباشر بين روسيا وحلف الناتو.
وأضاف أن هذا الصراع قد يؤدي إلى مزيد من الهجمات العسكرية على الأراضي الأوكرانية، مما يزيد من التوترات العالمية.
العالم على شفا مواجهة كبرى في أوكرانيا
الحرب الأوكرانية تشهد الآن مرحلة جديدة من التصعيد، مع تهديدات متزايدة من روسيا باستخدام الأسلحة النووية في مواجهة أي هجوم. ومع الدعم العسكري المستمر من الغرب لأوكرانيا، يبدو أن الحرب ستستمر في التصاعد، ما يضع العالم أمام تحديات كبيرة في محاولة تجنب مواجهة عالمية جديدة.
المصدر: سكاي نيوز