قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لاغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، أطل مسؤول
إسرائيلي رفيع المستوى في “مقابلة وداعية” ليكشف عن الدور الإسرائيلي في اغتيال أحد أبرز قادة إيران في الثالث من
كانون الثاني عام 2020 في العاصمة العراقية بغداد، دون تبيان الدوافع التي تكمن خلف هذا التوقيت بالإقرار الرسمي وللمرة
الأولى ولكنه يأتي في وقت زادت فيه حدة التهديدات بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي بينما تتفاوض إيران مع الغرب لإحياء
ملفها النووي، فما هي تبعات هذا الإقرار الإسرائيلي.
ونقلت هيئة البث العبرية (رسمية) عن الجنرال تامير هايمان رئيس هيئة الاستخبارات (أمان) في جيش الدفاع والذي تقاعد
قبل شهر فقط، قوله إن “جهاز الموساد الإسرائيلي لعب دورا في اغتيال سليماني”.
وقال الجنرال الإسرائيلي في “مقابلة وداعية” أجرتها مجلة مركز التراث الاستخباراتي (مابات مالام)، إنه شهد خلال فترة توليه
هذا المنصب عمليتي تصفية مهمّتين، قُتل في إحداهما سليماني، وفي الأخرى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو
العطا، الذي اغتيل في تشرين الأول 2019.
وأضاف أن “الاستخبارات الإسرائيلية أحبطت مخططات عديدة، وعرقلت عمليات نقل أموال ووسائل قتالية لإيران، وذلك في
مسعى لمنع التموضع الإيراني في سوريا، وتمت هذه العمليات بنجاح باهر”.
تبعات الاعتراف الإسرائيلي باغتيال سليماني
قد لا نعرف الدوافع التي تكمن خلف إقدام هذا المسؤول الإسرائيلي على الاعتراف رسميا بأن جهاز الموساد الإسرائيلي لعب
دورا بارزا إلى جانب نظيره الأمريكي في عملية اغتيال سليماني ولكن هذا الاعتراف سيفتح المجال أمام إيران للرد خارج الأراضي
الفلسطينية المحتلة على غرار كسرها لقاعدة عدم استهداف أميركا بشكل مباشر وذلك بقصفها لقاعدة عين الأسد الأميركية
في العراق مما أوقع أكثر من مئة إصابة في صفوف الجنود الأمريكيين.
وكشف النقاب عن هذا الدور يأتي في وقت تتفاوض فيه إيران مع الغرب للعودة إلى الاتفاق النووي، في حين تؤكد إسرائيل أنها
لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي واستعداها للخيار العسكري.
ووفقا لما نقلته صحيفة “هآرتس” فإن إسرائيل تحاول الحصول على موافقة بعض الدول الخليجية من أجل بناء أو نصب أنظمة
عسكرية دفاعية ضد إيران في المنطقة، خاصة أنظمة مضادة للطائرات دون طيار والصواريخ الإيرانية.
وفي الرد على التهديدات الإسرائيلية، قال قائد مقر “خاتم الأنبياء”، اللواء غلام علي رشيد، “لا يمكن للكيان الصهيوني أن يهدد
المواقع النووية والعسكرية الإيرانية إلا بعد تلقي الضوء الأخضر من الولايات المتحدة ودعمها له”.
وأضاف، “إذا كانت هذه التهديدات على أرض الواقع، فإن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ستهاجم فورا جميع المراكز
والقواعد والطرق والأماكن المستخدمة لتلك التهديدات، کما ستهاجم مصدر العدوان بناء على الخطط العملياتية التي تم التدريب عليها”.
ومن جهة أخرى، فإن تنفيذ الموساد الإسرائيلي لعمليات خارج الحدود الإيرانية وفي العراق بالذات سيشجع الفصائل والميليشيات
التي أسسها قاسم سليماني لفعل الأمر نفسه واستهداف أهداف إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها خاصة أن
معظم هذه الفصائل الموالة لإيران مدرجة على قوائم الإرهاب ولن تخسر الكثير.
وبذلك ينبغي على الدول الخليجية الحذر وعدم الانخراط في المواجهات الإسرائيلية الإيرانية وحتى عدم السماح لاستغلال أراضيه
لتنفيذ هجمات ضد أهداف إيرانية وخصوصا بعد أن قام الحليف والداعم الأول لإسرائيل أي الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق
وأفغانستان وتخليه عن دول حليفة له مثل السعودية واستعداده لتقديم المزيد من التنازلات في مقابل العودة إلى الاتفاق النووي
مع إيران.