من يقف وراء الانفجار الذي وقع في إيران خلال إحياء ذكرى قاسم سليماني؟
- Author, ديفيد غريتن
- Role, بي بي سي نيوز
توعد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، برد قاس على التفجير الذي استهدف حشودا في ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، على يد الولايات المتحدة.
وأدى الهجوم، الذي وقع في مدينة كرمان بجنوب إيران، إلى مقتل 84 شخصا وإصابة كثيرين آخرين.
وعدل رئيس خدمات الطوارئ الإيرانية عدد القتلى، صباح الخميس، من رقم سابق بلغ 95.
ولم تعلن أي جماعة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.
- تسلسل زمني لأبرز الهجمات والانفجارات التي شهدتها إيران في السنوات الأخيرة
- مقتل “رفيق درب قاسم سليماني” في دمشق
وقال خامنئي في بيان مساء الأربعاء: “على المجرمين القساة أن يعلموا أنه سيتم التعامل معهم بقوة من الآن فصاعدا، ولا شك أنه سيكون هناك رد قاس”.
وألقى النائب السياسي للرئيس إبراهيم رئيسي، محمد جمشيدي، باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة. لكن الولايات المتحدة قالت إنه ليس لديها ما يشير إلى تورط إسرائيل، ورفضت أي إشارة إلى تورط واشنطن.
وربما تحوم الشكوك حول الانفصاليين العرب والجماعات الجهادية السنية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية، الذين نفذوا هجمات على المدنيين وقوات الأمن في البلاد في السنوات الأخيرة.
بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.
الحلقات
البودكاست نهاية
وفي ذلك الوقت، رحب تنظيم الدولة الإسلامية بمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي قاتلت ميليشياته ضد التنظيم في العراق طيلة سنوات.
وكان يُنظر إلى سليماني على أنه أقوى شخصية في إيران بعد المرشد الأعلى، قبل مقتله في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في العراق المجاور عام 2020.
ويأتي هجوم الأربعاء وسط تصاعد التوترات في المنطقة، بعد مقتل نائب زعيم حركة حماس الفلسطينية المدعومة من إيران في غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار على ما يبدو في لبنان.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي الإيراني حشودا كبيرة، تشارك في موكب على طول طريق تصطف على جانبيه لافتات تحمل صورا لقاسم سليماني، عندما وقعت الانفجارات.
ويسمع الناس في الفيديوهات وهم يصرخون، ثم شوهدوا وهم يهربون مذعورين بعد أحد الانفجارات.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن القنبلة الأولى انفجرت في حوالي الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (11:30 بتوقيت غرينتش)، على بعد حوالي 700 متر من حديقة مقبرة الشهداء بجوار مسجد صاحب الزمان، في الضواحي الشرقية لمدينة كرمان.
وأضافوا أن التفجير الثاني وقع بعد حوالي 15 دقيقة، على بعد حوالي كيلومتر واحد من المقبرة، واستهدف الأشخاص الذين فروا من الانفجار الأول.
وقال حاكم مقاطعة كرمان لوكالة إرنا الرسمية للأنباء إن الانفجارين وقعا خارج نقاط التفتيش الأمنية، وإن السلطات متأكدة من أنهما ناجمان عن قنابل. لكنه قال إنه لم يتضح بعد ما إذا كان قد تم تفجيرها عن بعد، أم بواسطة مهاجمين انتحاريين.
وكانت وكالة تسنيم للأنباء، التابعة للحرس الثوري الإيراني، نقلت في وقت سابق عن مصادر قولها إن “حقيبتين تحملان قنبلة” تم تفجيرهما “بالتحكم عن بعد” على ما يبدو.
ونقلت وكالة أنباء إسنا عن شاهد عيان قوله “كنا نسير نحو المقبرة، عندما توقفت سيارة فجأة خلفنا وانفجرت حاوية نفايات تحتوي على قنبلة”.
وأضاف: “لم نسمع سوى صوت الانفجار ورأينا الناس يسقطون”.
وقال الهلال الأحمر الإيراني إن من بين القتلى مسعفا واحدا على الأقل، تم إرساله إلى مكان الانفجار الأول وأصيب بالثاني.
وقال وزير الداخلية، أحمد وحيد، إن الانفجار الثاني أدى إلى مقتل وإصابة معظم الضحايا، وإن تحقيقا بدأ لتحديد الجهة التي تقف وراء الهجوم.
ردود فعل
ووصف الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، التفجيرات بأنها “عمل جبان” نفذه “مجرمون كارهون لإيران وأتباع الإرهاب والظلام”.
وقال السفير البريطاني السابق لدى إيران، روب ماكير، لبي بي سي إنه ليس من الواضح من يقف وراء التفجيرات.
وأضاف: “من الواضح أن هناك جماعات معارضة لديها القدرة، وإن كانت مقيدة للغاية، على تنفيذ هجمات عنيفة”. وأضاف: “لا أعتقد أنها هجمات تهدد النظام، لكنها بالتأكيد ستزيد من حدة التوتر”.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن الأخير أدان بشدة الهجوم، وأعرب عن “تعازيه العميقة للعائلات المكلومة وشعب وحكومة” إيران.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يدين التفجير “بأشد العبارات” ويعرب عن “تضامنه مع الشعب الإيراني”، بينما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم بأنه “صادم في قسوته واستخفافه (بالآخرين)”.
وأدانت عدة دول خليجية وتركيا الهجمات، بينما بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برسالة تعزية إلى الرئيس الإيراني.
وقال زعيم حزب الله اللبناني – وهي جماعة مسلحة قوية تدعمها إيران مثل حماس – إن الضحايا هم “شهداء ماتوا على نفس الطريق والقضية والمعركة التي قادها” قاسم سليماني.
وبصفته قائدا لفيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري، كان سليماني مهندسا للسياسة الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة.
وكان مسؤولاً عن المهام السرية لفيلق القدس، وتوفير التوجيه والتمويل والأسلحة والاستخبارات والدعم اللوجيستي للحكومات المتحالفة والجماعات المسلحة، بما في ذلك حزب الله وحماس.
ووصف الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، الذي أمر بضربة الطائرات بدون طيار عام 2020، سليماني بأنه “الإرهابي رقم واحد في أي مكان في العالم”، وزعم أن القوات الخاضعة لقيادته قتلت مئات المدنيين والجنود الأمريكيين على مدى العقدين الماضيين.
واتهمت الحكومة الإيرانية الولايات المتحدة بارتكاب عمل من أعمال الإرهاب الدولي باغتيال سليماني، وأصدرت حينذاك أوامر اعتقال بحق ترامب ومسؤولين آخرين.