قاسم سليماني
قاسم سليماني

قاسم سليماني – بعد عامين على اغتيال أبرز قادة إيران.. من هو وماهي تداعيات اغتياله على المنطقة؟!

مع اقتراب الذكرى الرابعة لمقتل قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إثر ضربة
أميركية استهدفته وآخرين أبرزهم قائد فصائل الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس بالقرب من مطار بغداد
الدولي بتوجيهات من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، فمن هو سليماني وماهي تداعيات اغتياله بعد عامين؟

من هو قاسم سليماني؟

يعد قاسم سليماني الذي قاد لفترة طويلة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اسما بارزا على الساحتين الإقليمية
والدولية بحيث يصفه البعض بـ”رأس حربة إيران”.

انضم سليماني إلى الحرس الثوري في عام 1979 بعد الثورة الإسلامية التي جرت في إيران آنذاك وكان حينها شابا
يتحدر من عائلة فقيرة في جنوب شرق إيران.

وفي 22 سبتمبر من عام 1980 وبعد اندلاع الحرب الإيرانية العراقية، انضم سليماني إلى القتال بصفته قائد فرقة
عسكرية تتألف من عدد من الرجال من مدينته كرمان.

وتسلسل في الرتب بسرعة كبيرة إلى أن وصل لقيادة الفرقة “41 ثار الله” وهو فيلق محافظة كرمان وذلك قبل أن
يصل إلى الثلاثين من عمره.

كما شارك في قيادة وتنظيم بعثات الحرب غير النظامية داخل العراق وبرز اسمه في محاربة تهريب المخدارت الذي
يزرع في أفغانستان.

وفي 1998 برز اسمه بشكل أكبر، حين جرى تعيينه قائدا لفيلق القدس المسؤول عن العمليات خارج الحدود الإقليمية
الإيرانية.

وفي 2011 تمت ترقية سليماني إلى رتبة لواء من قبل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، حيث كان سليماني
على علاقة وثيقة ولقبه خامنئي فيما بعد بـ”الشهيد الحي” ووصفه بأنه “المنفذ الوحيد الأقوى في الشرق الأوسط
اليوم”.

عمليات سرية واستهداف القوات الأميركية

وتقول “واشنطن بوست” إن سليماني كان مسؤولا عن “عمليات إيران السرية في الخارج”، مما جعله يتمتع بنفوذ
دبلوماسي أكثر من وزير الخارجية آنذاك جواد ظريف.

وتابعت: “نفوذ سليماني في الشرق الأوسط واضح للغاية، كما أن طموحاته كانت كبيرة، إذ كان يستهدف كذلك دولا
في آسيا وأميركا اللاتينية”.

وفي أعقاب حادث الاغتيال، ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيانها أن سليماني وعناصره “مسؤولون عن
مقتل المئات من أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف”، موضحةً أن “تلك الميليشيات الإيرانية كانت شنت هجمات
على قواعد التحالف في العراق على مدار الأشهر القليلة الماضية”.

كما قال البنتاغون إن “سليماني كان قد أعطى الضوء الأخضر للهجمات التي قام أنصار الحشد الشعبي بتنفيذها على
السفارة الأميركية في بغداد”.

تداعيات الاغتيال

شكل قتل قاسم سليماني نقطة تحول في علاقات واشنطن مع العراق وإيران وأثر بشكل كبير في موقع الولايات المتحدة
الإجمالي في الشرق الأوسط.

اقرأ ايضاً
سفير أمريكي سابق: تركيا حليف من الصعب العيش معه وبدونه

وبعد اغتياله واجهت الولايات المتحدة مأزقاً حيث أن بقائها في الشرق الأوسط مع انتشار محدود نسبياً لقواتها في العراق
وسوريا وأفغانستان سيجعلها ضعيفة مقابل الهجمات الإيرانية، وكذلك التخفيف الكثير من حضورها العسكري في وجه
التهديد الإيراني وإبقاء قواتها معزولة فتضعف بذلك نفوذها وتمنح إيران المزيد من السلطة في المنطقة.

وتزداد أهمية ما ذُكر في الأعلى مع تصريحات قائد “مقر خاتم الأنبياء المركزي” اللواء غلام علي رشيد التي نقلتها وكالة
“مهر نيوز” الإيرانية، والتي قال فيها أن قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، أنشأ 6 جيوش خارج الأراضي الإيرانية
بدعم من قيادة الحرس الثوري وقوات الجيش وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، موضحاً أن الجيوش الستة هم “حزب
الله اللبناني، وقوات النظام السوري، والحشد الشعبي العراقي، وجماعة الحوثي في اليمن، وحركتي حماس والجهاد
الإسلامي في غزة”.

وأضاف رشيد أن “أي عدو يريد محاربة النظام الإسلامي يجب أن يمر عبر هذه الجيوش الستة، وبالتالي فإن العدو لا يستطيع
تنفيذ مهمته بوجودها”.

وتعتبر إيران أن “الجيوش” التي شكلها سليماني تعبر عن قوتها الإقليمية وهي الجزء المكمل لقواتها المسلحة الرسمية وهو
ما أكدته الهجمات المستمرة على الوجود الأميركي.

وفي المقابل أرسلت الولايات المتحدة رسالة قوية وفعّالة لطهران من خلال اغتيال سلمياني بأن توسعها الإقليمي لن يبقى
بلا رد من الآن فصاعداً

وبذلك دخلت المنطقة بعد اغتيال سليماني مرحلة مجهولة المعالم مما ترك الدول الفاعلة غير الإقليمية في حالة خوف مما
قد ينتظرهم في المستقبل لاسيما بعد كسر قاعدة عدم استهداف أميركا بشكل مباشر وذلك بالقصف الإيراني لقاعدة عين
الأسد الأميركية في العراق.

لاعب اقليمي وتحقق أهداف سليماني

وعلى الرغم من أن واشنطن لم تفعل الكثير لكبح جماح النفوذ الإيراني، لكن الانسحاب الأمريكي من العراق وأفغانستان
والمرتقب في سوريا وتخلي الولايات المتحدة عن الدول الحليفة لها مثل السعودية، واستعدادها لتقديم المزيد من التنازلات
في مقابل العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران، كل ذلك جعل إيران في موقع القوة الإقليمية القادرة على فرض شروطها
كلاعب إقليمي فاعل.

والآن وبعد مرور عامين على اغتيال سليماني، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني
العميد رمضان شريف، إن “جزءا من أهداف قاسم سليماني قد تحقق بهروب الأمريكيين من أفغانستان، وطردهم من العراق”.

وأضاف شريف إن “ما تكهن به قاسم سليماني بزوال الكيان الصهيوني وتحرير القدس الشريف، سيتحقق لا محالة، من خلال
عزمه ورفاقه وصلابتهم في جبهة المقاومة”.

وما بين التصريحات والجرأة الإيرانية والقوة والوعيد الأميركي… ما الذي سيحدث؟!

المصدر: واشنطن بوست + قطرعاجل

شاهد أيضاً

1 1611334

خاصأسبوع التحصين العالمي.. حقائق ومفاهيم خاطئة عن اللقاحات

“تحت شعار التحصين ينقذ الأوراح” تحتفل هذا العام المنشأت الصحية حول العالم بأسبوع التحصين العالمي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *