قبل زيارة بايدن.. “واشنطن بوست” تنشر قصة أمريكي فرّ من السعودية ويقاضي بن سلمان

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” قصة قاصر أميركي استطاع الفرار من المملكة العربية السعودية برفقة والده بطريقة دراماتيكية، ثم قدمّا لاحقا دعوى قضائية ضد مسؤولين سعوديين بينهم ولي العهد “محمد بن سلمان”.

يأتي ذلك مع توالي المناشدات على الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، للضغط على قادة السعودية بشأن مسائل حقوقية خلال زيارته المزمعة منتصف يوليو/ تموز الجاري.

وفي عموده “رحلة جريئة إلى بر الأمان” في “واشنطن بوست”، كتب الروائي والصحفي الأمريكي “ديفيد أغناتيوس” عن ملحمة مراهق أميركي عبر صحراء الربع الخالي القاحلة للهروب إلى الولايات المتحدة مع والده السعودي، مطالبا الرئيس “بايدن” بالتحدث عن هذه القصة لولي العهد السعودي.

وقال الكاتب: إن “راكان الدوسري”، 14 عاما، بدأت مشاكله بعد أن انضم إلى والده نادر وهو رجل أعمال سعودي، بمقاضاة المملكة عام 2020 لتأكيد مطالباتهم الوراثية في نزاع حول صفقة مصفاة عام 1995 في سانت لوسيا بالبحر الكاريبي.

وأشار إلى أن الحادثة ليست سوى مسألة قانونية مملة باستثناء أن أحد المتهمين في الدعوى التجارية كان “محمد بن سلمان”.

وبدأت القصة في يونيو/ حزيران 2020 عندما رفع “الدوسري” دعوى قضائية في ولاية بنسلفانيا نيابة عن ابنه “راكان”، وهو مواطن أميركي، ضد ولي العهد السابق الأمير “محمد بن نايف” وأطراف سعودية أخرى.

وزعم أنّ هؤلاء فشلوا في الوفاء بعقد مضت عليه عقود يتعلق بمشروع مصفاة في جزيرة سانت لوسيا الكاريبية. لكن القضية طرحت معضلة: كيف يمكن توجيه استدعاء إلى أمير لم يعد مكان وجوده معلوما؟

وتم تعديل الدعوى في وقت لاحق لتشمل الأمير “محمد بن سلمان”، الذي وضع، وفق الملف، “محمد بن نايف” قيد الإقامة الجبرية وصادر أصوله، ما حال بالتالي من تنفيذ التزاماته التعاقدية.

وعندما قال “الدوسري” إنّه لا يمكن توجيه أمر استدعاء لـ”محمد بن نايف”، أمرت المحكمة محامي الأمير “بن سلمان” بالمساعدة في تحديد مكانه.

في 20 مايو/ أيار 2021، خطط راكان ووالده للسفر من الرياض إلى واشنطن تاركين وراءهم أفرادًا آخرين من العائلة بعد أن كانت المملكة قد رفعت للتو حظر السفر المتعلق بفيروس كورونا.

كان الأب والابن يحملان بطاقات صعودهما إلى الطائرة التي ستقلهم لمطار دالاس الدولي خارج العاصمة واشنطن، لكن تم توقيفهما عند مراقبة الجوازات. وبعد تأخير لمدة ساعة، أبلغا أنهما لا يستطيعان الصعود إلى الطائرة، وفقا لـ”أغناتيوس”.

وقال “نادر الدوسري” في دعوى قضائية العام الماضي: “قيل لنا إن هناك حظرا على مغادرة البلاد، ثم علمت لاحقا أن قيود السفر فرضها الديوان الملكي”.

اقرأ ايضاً
الحج إلى الأربعين الحسيني ... ماهو رأي أهل السنة و الجماعة في زيارة الأربعين الحسيني ؟

خوفا من الحادث، أرسل “راكان” نداءً بالفيديو في 9 يونيو/ حزيران 2021 إلى السفارة الأميركية في الرياض.

وقال في نص الفيديو: “عزيزي الرئيس بايدن. أنا وعائلتي رهائن الآن داخل المملكة العربية السعودية بأوامر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان … كمواطن ملتزم بالقانون، لم أفعل شيئًا خاطئًا والشيء الوحيد الذي كنت أركز عليه هو الحصول على درجات جيدة في المدرسة”.

وأضاف، “أعتقد أن محمد بن سلمان يعاقبني أنا وعائلتي على المطالبة بحقوقنا في محكمة فدرالية أميركية”.

ومستشهدا بتعهد إدارة بايدن بإطلاق سراح جميع الرهائن الأميركيين، ناشد “راكان” الرئيس “بايدن” قائلا: “أرجوك حررني أنا وعائلتي … من فضلك احمينا من محمد بن سلمان … من فضلك أعدنا إلى الوطن”.

وبعد أن فقد الأب وابنه الأمل في المساعدة الأميركية، خططا للفرار من المملكة.

واستغرقت الرحلة عبر الكثبان الرملية المهجورة في الربع الخالي عدة أيام.

وخلال الرحلة أوقفت الشرطة السعودية الهاربين وحذرتهما من إطلاق النار على أي غزال أو حيوانات محمية أخرى، بحسب “أغناتيوس”.

وفي أواخر يونيو 2021، عبرا إلى دولة مجاورة على الخليج العربي، حيث خططا للسفر من هناك إلى مركز إقليمي ثم إلى الولايات المتحدة – راكان باستخدام جواز سفره الأميركي ونادر باستخدام جواز سفر خليجي آخر كان قد حصل عليه قبل سنوات.

لكن ضابط الجوازات لاحظ أن اختبارات “بي سي آر” قبل السفر قد أجريت في المملكة العربية السعودية وأوقفهم لمزيد من الاستجواب.

وتابع الكاتب: “قال لي نادر الدوسري: اعتقدت أن هذه هي النهاية. لكن في نهاية المطاف برأت السلطات الأب والابن”.

ومضى قائلا: “عندما هبط الاثنان في نقطة العبور، اعتقدوا مرة أخرى أنهما أحرار. لكن هذه المرة، لاحظ ضابط الجوازات (الأميركي) أن تأشيرة نادر للولايات المتحدة بها بعض الترجمات غير المتطابقة من اللغة العربية”.

لكن مرة أخرى، سمحت السلطات لهما بالمرور. ووصلوا إلى دالاس في أواخر يونيو، وهما أول سعوديان ينجحان في الهروب من حظر السفر الذي فرضه محمد بن سلمان، على حد قول “أغناتيوس”.

وأشار “أغناتيوس” إلى أن قصة عائلة الدوسري هي “مجرد مثال آخر على المخاطر التي يواجهها المواطنون السعوديون الذين يسيئون إلى زعيم المملكة”.

وقال إن هذه القصة “تشرح بعبارات بسيطة لماذا يجب على الرئيس بايدن أن يطالب بمزيد من المساءلة عندما يلتقي هذا الشهر مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.


المصدر: متابعات قطرعاجل

شاهد أيضاً

«نيلي»... وحدة إسرائيلية سرية جديدة لاغتيال عناصر «حماس»

«نيلي»… وحدة إسرائيلية سرية جديدة لاغتيال عناصر «حماس»

نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن وحدة خاصة تشكلت من عناصر أمنية واستخباراتية لتعقب وقتل عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *