بايدن للشرق الأوسط

“إيجاد حرب وتأزيم الأوضاع”… ماذا يفعل بايدن في الشرق الأوسط؟

في منتصف حزيران / يونيو الماضي، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن قرر زيارة السعودية، وسيلتقي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، ويناقش معهما ملفات بينها النفط وإيران. وتبع الزيارة ردود أفعال غاضبة من قبل الغرب الذي كان يسلّم بموقف بايدن المسبق تجاه السعودية وجعلها دولة منبوذة بسبب سياستها الإجرامية والتعسفية في المنطقة.

يرى محللون أن في زيارة بايدن أبعاداً لن تجلب الهدوء والأمان على المنطقة العربية. ووسط شكوك في نوايا هذه الزيارة يتساءل كثيرون ماذا يريد بايدن ولماذا في هذا التوقيت بالضبط يعزم على زيارة الشرق الأوسط؟

اقرأ ايضا

تهديد أمني غير متوقع يواجه زيارة جو بايدن إلى السعودية

من المؤكد أن بايدن يحاول الإعلان عن مشروع تطبيعي بين السعودية والكيان الصهيوني، فالرئيس الأمريكي سيزور تل أبيب وينتقل مباشرة إلى الرياض في حركة وصفت بالمستفزة لمشاعر المسلمين العرب والشعب الفلسطيني بالأخص الذي يعاني الأمرين من جرائم الاحتلال الصهيوني.

وفي خطوة محببة لدى المطبعين قوبلت بالثناء والتصفيق، يحاول الرئيس الأمريكي إجبار الدول العربية على الدخول في تحالف أمني يضم الكيان الصهيوني ويرتبط بالمحور الأمريكي لمواجهة روسيا والصين عدوتا أمريكا اللدودين والصديقان المقربان من إيران والسعودية ودول الخليج.

ويصب جو بايدن جهوده في المساعدة في حل أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية بعد تصعد احتمالات حل المجلس التشريعي الوطني أو مايعرف بالكنيست الإسرائيلي والذهاب إلى انتخابات مبكرة قد تصب في مصلحة إسرائيل لتوسيع آفاق سيطرتها وغطرستها على المنطقة وجعلها بموقع القوي مما يستلزم من باقي الدول التطبيع معها لضمان أمنها القومي.

"إيجاد حرب وتأزيم الأوضاع"... ماذا يفعل بايدن في الشرق الأوسط؟
“إيجاد حرب وتأزيم الأوضاع”… ماذا يفعل بايدن في الشرق الأوسط؟

ماذا يفعل بايدن في الشرق الأوسط؟

وفي غضون ذلك يسعى الرئيس الأمريكي لتأزيم الأوضاع في المنطقة ويعمد لزج البلاد في حروب لا يحمد عقباها، وستسعى هذه الزيارة ايضا لإيجاد نزاعات بين دول الخليج والكيان الصهيوني من جهة، وإيران من جهة أخرى مايتسبب بدمار وسفك دماء خصوصا في دول الخليج الواقعة في قلب العاصفة.

اقرأ ايضاً
بلد عربي يتصدر قائمة أكبر المنفقين على السلاح في العالم

وفي هذا السياق، قال مقربون من بايدن أنه يحاول إنقاذ الولايات المتحدة الأمريكية من الانهيار الاقتصادي الذي بلغ ذروته بعد تسلمه سدة الحكم وبعد تصاعد أسعار المحروقات وتأثيرات الحرب الأوكرانية على الاقتصاد العالمي، من خلال ابتزاز السعودية مجددا تبعاً لخلفه السابق دونالد ترامب.

وبعد تسلم محمد بن سلمان ولاية العهد، قوبل برفض واسع من الأوساط العربية المسلمة ومن السعوديين بسبب سياسته الاستبدادية في قيادة المملكة، ونشره الرذيلة وتحريضه على سجن المعارضين وملاحقته لهم في الخارج وقتلهم بأبشع الطرق، في حين تأتي زيارة بايدن لتوفير الدعم المناسب الذي يحتاجه بن سلمان ليكون ملكا للسعودية والمحللون يعتبرون توقيت الزيارة مؤشرا على قرب وفاة الملك سلمان.

اقرأ ايضا

“تحقير وتقريع”… مراسم استقبال بايدن في السعودية ستمثل إنعطافة حادة بين الغرب والنظام السعودي

ولعلّ من أهم أهداف هذه الزيارة هو ابتزاز السعودية والعراق وبقية دول الخليج والضغط عليها لزيادة إنتاجها من النفط لخفض الأسعار في أمريكا قبل الانتخابات النصفية في امريكا، ولجعل زيارته ورقة ذهبية تشفع له في الانتخابات وتأثر على الرأي العام وعلى جمهوره في الولايات المتحدة الأمريكية.

ووصف ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي الزيارة الأمريكية للشرق الأوسط، بأنها محاولة يائسة من بايدن لمحاصرة تزايد ظاهرة التأييد الشعبي لمشروع المقاومة في المنطقة والدفاع عن القضية الأم، وظاهرة رفض سياسات الهيمنة والتطبيع، فالشعوب العربية التي عايشت جورج بوش ودونالد ترامب تعلم علم اليقين منهج السياسة الأمريكية وطريقة تسييس أفكارها وترويجها بما يخدم مصالحها.

"إيجاد حرب وتأزيم الأوضاع"... ماذا يفعل بايدن في الشرق الأوسط؟
“إيجاد حرب وتأزيم الأوضاع”… ماذا يفعل بايدن في الشرق الأوسط؟

يذكر أن البيت الأبيض دافع عن خطط بايدن لزيارة الرياض ولقاء محمد بن سلمان، على الرغم من توصل الاستخبارات الأميركية إلى اتهام الأمير بإصدار الأمر بقتل خاشقجي. وتنفيذ أكبر حملة إعدامات جماعية في تاريخها الحديث طالت أكثر من 80 شخص بذرائع معارضة سياسية ودينية.

المصدر: قطرعاجل

شاهد أيضاً

24

ارتفاع ضحايا غزة إلى أكثر من 107 آلاف واقتحامات في رام الله

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، متسببا في أزمة إنسانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *