سياسيون عراقيون «أقحموا» صحراء الأنبار مع سيناء والنقب

سياسيون عراقيون «أقحموا» صحراء الأنبار مع سيناء والنقب

بعد إشارتي رفض من زعيم التيار الصدري ورئيس البرلمان لخطة مزعومة تقضي بنقل سكان قطاع غزة إلى صحراء الأنبار في غرب العراق، أكد مسؤول حكومي في بغداد أن أطراف النزاع والوسطاء الإقليميين لم يطرحوا الفكرة على العراقيين، فيما قال مستشار سياسي عراقي إن «اسم المدينة استخدم لأغراض سياسية محلية، لا صلة لها بالأزمة الفلسطينية».

وتتزامن هذه المواقف مع معطيات جديدة بشأن رسائل إقليمية نقلها دبلوماسيون عراقيون إلى إيران تضمنت أسئلة عن «مصير قواعد الاشتباك المتفق عليها بينما تتفاقم الأزمة في قطاع غزة». وعدّ مقتدى الصدر تهجير الفلسطينيين إلى «سيناء أو النقب أو الأنبار فكرة خبيثة»، فيما علق رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بأنه «لن يسمح بأن تتحول الأنبار إلى مسرح لتنفيذ الأجندات المشبوهة والمرفوضة لمن يحاول العبث بأمنها»، بما في ذلك «التي تستهدف آمال الشعب العربي الفلسطيني بإقامة دولة عاصمتها القدس الشريف».

382866
السوداني خلال استقباله شيوخ عشائر من الأنبار في مناسبة سابقة (مكتب رئاسة الوزراء)

توسعة الحرب

وقال الصدر إن «صدور هذه الفكرة من بنيامين (نتنياهو) أو من العجوز (الرئيس الأميركي بايدن)، أو من ذيولهما في الشرق الأوسط، يعني توسعة الحرب وتدويلها»، مشدداً على أنه «لا أميركا، ولا الكيان الصهيوني، أوصياء على سيناء أو الأنبار أو النقب».

وبحسب مسؤول حكومي عراقي، فإن المؤسسات الحكومية لم تتلقَّ أي طلب أو مقترح بشأن اختيار الأنبار لتكون مكاناً مؤقتاً لسكان غزة خلال الحرب، كما أنها «الحوارات الدبلوماسية التي شارك فيها المسؤولون العراقيون في بغداد وفي جدة لم تشهد حديثاً من هذا النوع».

وخلال كلمة العراق خلال الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، دعا وزير الخارجية فؤاد حسين إلى التحرك لاحتواء تطورات الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية، والوقوف بشدة أمام التخطيط الذي يهدف إلى ترحيل أهالي غزة إلى شبه جزيرة سيناء.

اقرأ ايضاً
"إنذار كاذب" في إسرائيل يدفع سكان بلدة إلى الفرار

وخلال مقاله «وقف الحرب على غزة أولوية للعراق» في صحيفة «الشرق الأوسط»، أعلن رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، رفض تحويل القضية الفلسطينية إلى «قضية نزوح ومساعدات». ويرد اسم محافظة الأنبار مراراً في السياق السياسي المحلي، بوصفه مكاناً لإيواء لاجئين سياسيين أو مدنيين مهجرين من الخارج في إطار تسوية سياسية، كما حدث قبل نحو شهرين حين جاء اسمها واحداً من المواقع المقترحة لنقل المعارضين الإيرانيين الموجودين في إقليم كردستان.

382865
الحلبوسي مع شيوخ العموم لعشائر محافظة الأنبار في لقاء سابق (البرلمان العراقي)

تصفية حسابات داخلية

وقال مستشار سياسي عراقي لـ«الشرق الأوسط»، إن «لاعبين سياسيين محليين حشروا اسم المدينة ضمن سياق إقليمي، بهدف تصفية حسابات داخلية، من بينها محاولة إثبات التواطؤ السياسي لسياسيين عراقيين ضد الفلسطينيين». وأشار المستشار إلى أن «المحافظة، أو الصحراء التي يقترحون نقل الفلسطينيين إليها، لا تصلح أبداً لنقل أي مجموعة بشرية وإسكانهم فيها».

وبحسب المستشار، فإن «فكرة مثل هذه تستوجب ترتيبات دولية، وتسويات كبرى في المنطقة، تشمل القوى المحلية في المحافظة، والحكومة العراقية»، موضحاً أن «الحديث عن هذه الفكرة مجرد تلاعب سياسي داخلي، لم يحدث، ولا أتصور أنه سيحدث في المدى المنظور».

رسائل إلى إيران

في السياق، أكدت مصادر عراقية مطلعة أن دبلوماسيين عراقيين نقلوا إلى إيران «رسائل خطيرة» من دول إقليمية تضمنت أسئلة حول موقف طهران من «قواعد الاشتباك في المنطقة»، من بينها «ما موقف إيران لو اتسعت رقعة الحرب في غزة؟»، وكيف «ستتعامل مع حلفائها وأذرعها في حال بدأوا بالفعل شن هجمات على مصالح غربية؟»، كما تضمنت الرسائل إشارة عن «مصير التفاهم الأولي الذي أبرمته دول مع إيران حول الالتزام بقواعد اشتباك محددة تحفظ الحد الأدنى من التهدئة».

المصدر: الشرق الأوسط

شاهد أيضاً

“أكثر من ثلث طلاب الجامعات البريطانية يرون هجوم حماس عملا من أعمال المقاومة” – ديلي ميل

“أكثر من ثلث طلاب الجامعات البريطانية يرون هجوم حماس عملا من أعمال المقاومة” – ديلي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *