وصباح الأحد، أعلنت مصادر طبية في مستشفى الرازي في جنين، وفاة شاب متأثرا بإصابته بشظايا قذيفة أطلقتها طائرة مسيرة على مجموعة شبان في الحارة الشرقية من المدينة، خلال اقتحام القوات الإسرائيلية المدينة ومخيمها الذي استمر 3 أيام، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

وأدى هذه الاقتحامات إلى مقتل 11 فلسطينيا واعتقال المئات، فيما وصل عدد القتلى في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 294 شخصا.

ويعيش أهالي جنين ومخيمها  تحت حصار تام منذ عدة أيام، وناشدوا المنظمات الدولية إدخال الطعام والخبز للمخيم، فيما قالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن الأهالي هناك معرضون للموت بسبب منع الوصول للمستشفيات.

تاريخ جنين

رغم صغر مدينة جنين لكنها حاضرة في أشهر مراحل التاريخ الفلسطيني، وهي تقع شمال الضفة الغربية على السفح الشمالي لجبال نابلس، وتبعد 75 كم عن القدس.

  • أسسها الكنعانيون، وتعاقبت عليها الاحتلال في القديم، وصولا إلى تعرضها للحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت نهاية القرن 18.
  • قاومت حملة نابليون وألحقت مع العثمانيين بجيشه خسائر فادحة؛ فأمر بإحراقها.
  • خضعت للانتداب البريطاني في القرن 20، ثم غادرها الإنجليز عام 1948 بعد تأسيس إسرائيل، وخلال تلك الفترة كان لأهالي جنين بصمات في مقارعة الإنجليز والمستعمرات اليهودية، خاصة خلال “الثورة الكبرى” عام 1936.
  • عام 1938 هدم الإنجليز أجزاء كبيرة من مباني المدينة التاريخية؛ انتقاما لمقتل أحد ضباطه على يد مقاوم يدعى “علي أبو عين”.
  • يقترن اسمها منذ بدء الصراع مع المستوطنين اليهود بعز الدين القسّام، الذي سميت كتائب القسّام، الجناح المسلح لحركة حماس، على اسمه، وهو قتل في أحراش يعبد بالمدينة عام 1935.
  • أما مخيم جنين فتأسس عام 1953 ضمن حدود بلدية جنين، ويقع على مساحة 0.42 كم مربعا، ويأوي الفلسطينيين الذين نزحوا إليه من الكرمل في حيفا خلال حرب 1948، يعمل بعضهم بالزراعة ويعاني الكثيرون من البطالة بعد تضييق فرص عملهم داخل إسرائيل ببناء الجدار العازلة، وفقا لوكالة “الأونروا”.
  • شهد الكثير من الصراعات المسلحة خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين عامي 1987 و2000، وأشهرها وقت تعرضه للحصار الإسرائيلي في أبريل 2002، والذي ما وصفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بـ”جنين غراد”، نسبة للحصار الألماني لمدينة ستالينغراد الروسية خلال الحرب العالمية الثانية.
  • وفي ذات السنة، نفذ الجيش الإسرائيلي اجتياحا شاملا للمخيم فيما عرف بـ”معركة جنين”، انتهى بقتل ما لا يقل عن 52 مسلحا ومدنيا فلسطينيا و23 جنديا إسرائيليا؛ إذ استمرت العملية 10 أيام.
  • مدينة جنين بها مستشفى حكومي وحيد تأسس خلال حكم الإدارة الأردنية، ويحمل اسم الدكتور خليل محمود سليمان.
  • في 2022، كانت المدينة ومخيمها وقراها أحد الأهداف الأساسية لعملية “كاسر الأمواج” بزعم اعتقال من يخططون لتنفيذ هجمات فلسطينية على إسرائيل.
اقرأ ايضاً
خاص4 شاحنات.. تفاصيل قافلة مساعدات الأهلي المصري المتجهة لغزة

ما هي كتيبة جنين التي تستهدفها إسرائيل؟

عادت جنين إلى واجهة الأحداث بعد عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي؛ حيث تنفذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية المهاجمة للمدينة.

وتبرز في هذه العمليات “كتيبة جنين” والتي أعلنت الخميس الماضي في بيان قنص جنديين إسرائيليين في الشارع الواصل بين المدينة ومخيمها.

وسبق أن قتل الجيش الإسرائيلي قائد الكتيبة، محمد الزبيدي، خلال عملية له داخل مخيم جنين في نوفمبر الماضي.

وظهرت الكتيبة عام 2021، ويُعتقد أن مؤسسها هو جميل العموري، الذي اغتالته إسرائيل في يونيو 2021، وهو قيادي بارز في “سرايا القدس”، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي.

عدد مقاتليها غير معروف، لكنها تستعرض قوتها بعروض عسكرية أو خلال جنازات مسلحين قتلوا خلال الاشتباكات.

جنين وسيناريو غزة

يعلق الخبير العسكري واصف عريقات لموقع  سكاي نيوز عربية” على مجريات الأحداث حاليا في جنين، بأن إسرائيل “تكرر فيها سيناريو حصار قطاع غزة”.

ويضيف مفصلا، إن قوات الاحتلال تمنع عربات الإسعاف من نقل المصابين للمستشفيات؛ ليظلوا ينزفون في الشوارع حتى الموت، ووسط ذلك، تشن حملات اقتحامات على قرى فقوعة وجلبون ونزلة زيد، ونصبت حواجز عسكرية على شارع جنين حيفا، وعلى مداخل قريتي رمانة وتعنك، وتقوم بتفيش هويات ومنازل السكان.

ويطال هذا الحصار الكامل تدمير المباني والبنية التحتية بالجرافات العسكرية، وفق عريقات.