«سِيلفي الحرب».. فيلم وثائقي أعدته طالبة بجامعة قطر

«سِيلفي الحرب».. فيلم وثائقي أعدته طالبة بجامعة قطر

«سِيلفي الحرب – المُراسل الحربي ..محمد القاضي» هو فيلم وثائقي قصير أعدته الطالبة حنين زايد، بكالوريوس في قسم الإعلام بتخصص صحافة إذاعية وتلفزيونية في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر وأشرفت عليه الدكتورة نجود الإبراهيم، محاضر الاتصال الجماهيري، قسم الإعلام، كلية الآداب والعلوم بالجامعة.
تطرَق الفيلم إلى تعامل المُراسل الحربي مع التحديات التي ترافق عمله كالقصف الجوي والمدفعي وتربُّص القنَّاصة، وتعامله اليومي مع النقاط والحواجز الأمنية خلال تنقله سواء بين الجبهات أو المدن، وتعرضه للضغوطات والتهديدات المباشرة وغير المباشرة بسبب تغطيته الإعلامية ونقله للأحداث. 
كما حرصت الباحثة على إبراز الجانب الإنساني في التغطيات الميدانية للحروب وكيف يتعامل المُراسل الحربي مع أخبار وصور الضحايا من المدنيين وبالذات الأطفال والنساء، والضغط النفسي الذي ينعكس عليه عند مشاهدة الضحايا سواء القتلى أو الجرحى وتقديره في ماذا ينقل للمُشاهِد؟ وهل يراعي خلال ذلك قساوة الصورة ووقْعِها على نفسية المشاهدين؟ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تداعيات الحرب وانعكاساتها القاسية على الحياة اليومية وفرار المدنيين من جحيمها والمعاناة التي يعيشونها في ظروف النزوح والتشرد إلى جانب متابعة المُراسل الحربي لمجريات الحروب وتطوُّراتها اليومية، وتقديره لأعداد الضحايا وخسائر الأطراف المتصارعة، وتعامله مع تضارب الأخبار خصوصًا في الحروب الأهلية.
ولقد استهدف المشروع طلبة الإعلام والمؤسسات الإعلامية، ومراكز الدراسات في مجال الإعلام، وذلك لأهميته إعلاميًا وإنسانيًا، حيث يسعى الباحثون الأكاديميون في مجال الإعلام لدراسة واقع ممارسة الإعلام للكشف عن جوانب جديدة في العمل الإعلامي غير مسبوقة، استُحدِثَت مع تطوُّر وسائل الإعلام وتعاظم مكانة الصحافة الرقمية فـي السـنوات الأخيرة، والسعي من جهة ثانية للوصول إلى نتائج تُطوِّر معايير الإعلام المهنية، والنظر في مدى إمكانية تطبيقها كمعايير الموضوعية والحيادية التي يجب أن يتحلى بها الصحفي لنقل الصورة كما هي للمُشاهِد من دون تزييف أو تأثير.
وأشارت الطالبة حنين إلى أن اختيار عنوان البحث يعود لمرحلة الدراسة والبحث في الأرشيف والقيام بمقابلات أولية، حين صادفها كتاب المُراسل الحربي محمد القاضي، فاستطاعت أن تربط بين الصور المعروضة وتجربة الصحفي محمد القاضي في ميدان الحرب وكلمة «سِيلفي» هي كلمة حديثة تعني أخذ صورة شخصية يقوم صاحبها بالتقاطها لنفسه لتسجيل حضوره في مكان مُعين، وقد سجَّل محمد القاضي حضوره كمُراسل حربي في حرب اليمن كشاهد على واقعها، ومن هنا جاء اختيار عنوان البحث.
‎وجاءت فكرة البحث من اهتمام الطالبة بمتابعة الوثائقيات وبالأخص التي تعتني بالجانب الإنساني فكانت مصدر الإلهام الأول، كما أن تقاطع العمل الصحفي مع الإنساني شجع الباحثة على خوض تجربة إخراج فيلم وثائقي قصير في هذا المجال، بالإضافة إلى أن مقتل المُراسلة الراحلة شيرين أبو عاقلة كان مصدر الإلهام لفكرة البحث، وجَسَّد الكثير من الجوانب في طبيعة عمل المُراسل الحربي وما يتعرض له من مخاطر جسمانية ونفسية ودور الإعلام أو القنوات، وبالتحديد قناة الجزيرة، في تقديم الدعم للمُراسلين الحربيين والحفاظ على حياتهم بجانب المصداقية في نقل الأحداث كما هي.
واجهت الباحثة بعض الصعوبات في إخراج الفيلم، كصعوبة التصوير في مبنى قناة الجزيرة، وتنسيق أوقات التصوير مع الصحفي واختيار الصور الأرشيفية المناسبة؛ لكنها نجحت من خلال هذا المشروع في إبراز جانب مهم من الإعلام، حيث يسعى الدارسون والباحثون في المجال الإعلامي لفهم واقعه ودراسته دراسة أكاديمية يستطيعون من خلالها فَهم معنى الإعلام الحربي والمقارنة بين الجانب النظري والجانب العملي منه. كما يَعرض الفيلم للمُشاهِد صورة حقيقية عن كواليس عمل الصحفي الميداني في ظروف الحرب من خلال مراسل حربي خاض التجربة وعاش تفاصيلها كاملة واستنادًا إلى الصور الأرشيفية الموثَّقة في أرشيف قناة الجزيرة مباشر، إلى جانب شهادات أفراد عايشوا حرب اليمن وأشرفوا على تغطية المُراسل.

اقرأ ايضاً
رئيس مجلس الوزراء يزور غرف مراقبة الانتخابات ويبدي سعادته بمستوى المشاركة

المصدر: صحيفة العرب القطرية

شاهد أيضاً

غرفة قطر تدعو لإنشاء شركة للنقل البري تحت نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص

غرفة قطر تدعو لإنشاء شركة للنقل البري تحت نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص

دعت لجنة الخدمات بغرفة قطر إلى إنشاء شركة للنقل البري تحت نظام الشراكة بين القطاعين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *