“السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب على الحكومات”– واشنطن بوست
نبدأ جولتنا من صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ومقال بعنوان “”السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب على الحكومات”، كتبته آن ماري سلوتر.
تستهل الكاتبة بدعوة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لأن تفعل كل ما في وسعها لحماية الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وأيضا أن تفعل كل ما في وسعها لحماية الإسرائيليين، مضيفة: “وهذا يعني وقف المساعدات العسكرية للحكومة الإسرائيلية مؤقتا، حتى يحصل المدنيون الفلسطينيون في غزة على ما يكفي من الغذاء والماء والدواء والمأوى للبقاء على قيد الحياة في الحرب، وأن تضمن للشعب الإسرائيلي أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيبذلون قصارى جهدهم لحمايتهم من مزيد من الهجمات”.
وتقول سلوتر إن مفتاح هذه السياسة هو التركيز على حياة الناس على كلا الجانبين، وليس على دعم أو سحب الدعم للدولة.
- بايدن قرر مواجهة نتنياهو بما هو أقوى من الكلمات
- “ما يقوم به خطأ”.. بايدن ينتقد استراتيجية نتنياهو في غزة
وكتبت: “هل ستبقى إسرائيل دولة يهودية؟ هل سيحصل الشعب الفلسطيني على دولته الخاصة؟ يعمل المسؤولون الحكوميون وخبراء السياسة الخارجية ضمن نظام دولي يتكون من الدول، وبالتالي يركزون عادة على الحكومات بدلا من الشعوب”.
الآن، وفي المستقبل المنظور، يجب أن تحل حياة الناس – الرجال والنساء والأطفال على كلا الجانبين- محل هذه الأسئلة، وفقا للكاتبة.
“لقد قتلت الحكومة الإسرائيلية عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين، ويمكن أن تقتل عشرات الآلاف غيرهم في سعيها للقضاء على حماس. وتسعى حماس ومؤيدوها إلى قتل أو طرد أكثر من 7 ملايين يهودي يعيشون في إسرائيل”.
وترى الكاتبة أنه من المستحيل معرفة ما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتقد أنه يحمي الشعب الإسرائيلي أم أنه ببساطة يعمل على إبقاء نفسه في السلطة من خلال مواصلة الحرب التي أعلنها ضد حماس.
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
“لكن الناس في مختلف أنحاء العالم الذين يعتقدون أن الشعب الإسرائيلي له الحق في العيش بسلام وأمن في دولة يهودية- وأن الشعب الفلسطيني له نفس الحق في دولة فلسطينية- يمكنهم أن يروا الضرر الهائل الذي يسببه نتنياهو”.
ترى الكاتبة أنه يجب على الرئيس بايدن والقادة في الدول الأخرى، التي دعمت إسرائيل تقليديا، التحدث مباشرة إلى الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
“بالنسبة للفلسطينيين، يجب أن تكون الرسالة أننا سنبذل كل ما في وسعنا لضمان حصولهم على ما يحتاجون إليه للبقاء وإعادة البناء- ولكن هذا الدعم للدولة الفلسطينية يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع الاعتراف بحق إسرائيل في العيش بسلام وأمن”.
“وبالنسبة للإسرائيليين يجب على بايدن أن يتحدث مباشرة عن التزامه بسلامتهم وازدهارهم. ومع ذلك، فإن هذا الالتزام لا يمكن أن يمتد إلى نمط من الدفاع عن النفس يقتل عشرات الآلاف من المدنيين، ويُعرّض، في رأي حكومة الولايات المتحدة، المصالح الإسرائيلية والأمريكية في جميع أنحاء العالم للخطر”.
“ويحق لها (إدراة بايدن) الآن أن تقرر أن التزامها هو تجاه الشعب الإسرائيلي وليس تجاه حكومة تعمل ضد المصالح الفضلى لشعبها. والأمر متروك للإسرائيليين بدورهم لإجراء انتخابات جديدة”.
وأشارت الكاتبة إلى تخصيص حزمة مساعدات أمريكية لإسرائيل بلغت قيمتها نحو 26 مليار دولار “منها نحو 9 مليارات فقط للمساعدات الإنسانية لغزة. و 4 مليارات دولار أخرى لتجديد أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية. أما الباقي، مثل الغالبية العظمى من المساعدات الأمريكية لإسرائيل، فمن المرجح أن تمكّن الجيش الإسرائيلي من شراء أسلحة أمريكية في إطار برنامج التمويل العسكري الأجنبي”.
واختتمت “يجري شراء كل هذه الأسلحة في نهاية المطاف بأموال الضرائب، التي يدفعها الشعب الأمريكي. ومن الأفضل بكثير أن تُنفق هذه الدولارات لحماية الأمن وتقرير المصير لكل من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني”.
خطة بديلة لحل الدولتين
وننتقل إلى صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، ومقال بعنوان “خطة فلسطينية شاملة كبديل لحل الدولتين”، كتبه جويل روسكين.
يسهب الكاتب في انتقاد فكرة حل الدولتين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قائلا “ونظرا للنوايا والأفعال الإجرامية التي حدثت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فإن رؤية الدولتين غير مقبولة من قبل أغلبية إسرائيلية غير مسبوقة. وفي فبراير/شباط، أيد الكنيست إعلان رئيس الوزراء نتنياهو الذي يعارض أي اعتراف (أحادي) بالدولة الفلسطينية، بعد دعوة دولية متزايدة لإحياء الجهود الرامية إلى إقامة مثل هذه الدولة”.
ويرى الكاتب أن “حل الدولتين بأي شكل من الأشكال ليس حلاً (مناسبا) للفلسطينيين ومعظم الدول الإسلامية”.
ويقول: “لا بد من التخلص من الحلول التي يتمناها الغرب، كما أن هناك حاجة إلى أساليب إبداعية تواجه بجرأة الدوافع الداخلية للاعبين الإقليميين. إن الدول الرائدة ملزمة بتوفير فرص جديدة وغير مقبولة في السابق وتتطلب اتخاذ إجراءات كبيرة”.
“إن الوجود الفلسطيني المستقل في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وربما إعادة التأهيل المعقدة في قطاع غزة المدمر، لا يمكن أن يستمر إلا بشرط أن يقوم هؤلاء العرب بمحو ثقافتهم الإرهابية بالكامل، ولا يوجد دليل على مثل هذا الاتجاه”.
“ولذلك، يجب أن يُسمح للفلسطينيين، كما يريد الكثير منهم بصدق، بحقوق الإنسان الأساسية وحرية الهجرة إلى مجموعة واسعة من الدول العربية والغربية سعيا وراء حياة أفضل”.
ويرى الكاتب أنه “إذا تمت متابعة خريطة الطريق هذه بوضوح، فمن المرجح أن تستمر الدول العربية ذات التوجهات الخليجية في سعيها لتحسين اقتصاداتها ودفاعها من خلال التعاون مع إسرائيل، ما سوف يقود لتحسن حقوق الإنسان بتلك الدول ويصبح نقطة تحول إيجابية بالنسبة للأنظمة الإسلامية الأخرى”.
“العالم بحاجة لرجل مثل السادات”
وننهي جولتنا مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، ومقال بعنوان “حاجة العالم إلى رجل مثل أنور السادات”، كتبه سليمان جودة.
يرى الكاتب أن العالم بحاجة الآن لرجل مثل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، “لأنه رجل عاش يؤمن بالسلام كما يؤمن بالله، وعاش يعمل من أجل ذلك طوال السنوات العشر التي قضاها في القصر، ونجح في سعيه نحو السلام”.
وكتب: “سأله مذيع أمريكي في حوار تلفزيوني شهير عمّا يحب أن يُقال عنه بعد أن يغادر دنياه، فلم يتردد في الإجابة، ولم يغمض عينيه قليلا بحثا عن إجابة يراها مناسبة، كما يفعل في الغالب الذين يتلقون سؤالا على الشاشة، ولكنه قال على الفور إنه يرغب في أن يكتبوا على قبره هذه العبارة: عاش من أجل المبادئ ومات من أجل السلام”.
وقد تحقق للسادات ذلك، إذ قُتل برصاص ضباط من الجيش المصري معارضين لاتفاقية السلام مع إسرائيل خلال الاحتفال الرسمي المعروف بنصر أكتوبر/ تشرين الأول عام 1981.
وكتب جودة “كان المستشار الألماني هيلموت شميت من بين أعز أصدقائه، وكان من أشد المعجبين به وبعقليته، وفي سنوات حياته الأخيرة كان شميت يقول إنه كلَّما تابع مشكلة من مشكلات العالم المتفجرة، تمنى لو كان صديقه أنور السادات حيا يتعامل معها”.
وتابع: “قضى في الحرب 16 يوما كاملة، وكان ذلك من يوم السادس من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973 إلى الثاني والعشرين منه، فلما أحسَّ بأنه حقق الهدف من خوضها أوقفها، ثم راح يستأنف السعي في طريقه من بعدها”.