العلاقات القطرية - الجزائرية.. نموذج يحتذى في الشراكة الإستراتيجية

العلاقات القطرية – الجزائرية.. نموذج يحتذى في الشراكة الإستراتيجية

تتميز العلاقات القطرية – الجزائرية بأنها تاريخية ومتنامية صقلتها عقود من التعاون والتآزر بين قيادتي البلدين الشقيقين، حيث تنطلق من الإيمان الراسخ بوحدة الأهداف والمصير المشترك، وتستند على أسس وطيدة ووشائج متينة وأواصر صادقة تربط البلدين والشعبين الشقيقين في العديد من المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وقد تعززت العلاقات بين الجانبين وتوسعت وازدادت رسوخا عبر سلسلة من الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، كان آخرها حرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على حضور حفل افتتاح الدورة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط «وهران 2022» بمدينة وهران الجزائرية في يونيو الماضي، وأيضا لقاء سموه مع أخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، حيث جرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، كما جرى مناقشة عدد من القضايا والمستجدات ذات الاهتمام المشترك.
وقد سبق ذلك زيارة الدولة التي قام بها فخامة الرئيس عبد المجيد تبون إلى قطر في فبراير الماضي، حيث عقد صاحب السمو أمير البلاد المفدى وأخوه فخامة الرئيس الجزائري محادثات ثنائية موسعة، ركزت على العلاقات بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وقد عكست هذه المباحثات عمق العلاقات الثنائية، وتطابق وجهات نظر البلدين على المستوى الثنائي.
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتشاور والتنسيق بين البلدين، وتطلعهما إلى تعزيزهما على كافة المستويات، كما أثنيا على علاقات التعاون المتميزة، وإلى الارتقاء بها في جميع المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية وقطاع الغاز، وفي هذا السياق، جدد فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون امتنانه لأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على الدعم الذي قدمته دولة قطر لمرشح الجزائر الذي تم انتخابه أمينا عاما لمنتدى الدول المصدرة للغاز.
وأكد القائدان على ما يحتويه البلدان من فرص حقيقية ومتنوعة لتعزيز التعاون، من خلال تمكين فرص التكامل الاستثماري بين البلدين وإقامة الشراكات، فضلا عن زيادة حجم التبادل التجاري وتنويعه.
واستعرض الجانبان مستجدات الأوضاع المتغيرة على الساحة الدولية وانعكاساتها على المنطقة العربية، مؤكدين على ضرورة السعي لإرساء علاقات دولية متوازنة تحتكم لميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة في هذا الإطار، كما شددا على أهمية إعلاء قيم الوحدة والتضامن بين الدول العربية لتجاوز مختلف الأزمات الراهنة التي تمر بها المنطقة، واتفقا على دعم أطر وآليات العمل العربي المشترك وتعزيزها على أفق الاستحقاقات المقبلة، لا سيما القمة العربية المرتقبة بالجزائر.
وفي هذا الصدد، ثمن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، جهود أخيه فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون وحرصه على توفير الأجواء المواتية لنجاح هذه القمة، مؤكدا استعداد دولة قطر لمساندة هذه المساعي الحميدة والمساهمة في تحقيق النتائج المرجوة منها، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية على مختلف الأصعدة.
وبخصوص القضية المركزية للأمة العربية، استعرض القائدان آفاق حشد المزيد من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، ويضمن إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كما شددا على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والمسعى الذي أطلقته الجزائر بهذا الصدد استكمالا للجهود المخلصة التي قام بها العديد من الدول العربية، لا سيما دولة قطر، لتحقيق التقدم المنشود نحو هذا الهدف الأسمى.
كما تناول القائدان أهم الأزمات التي تهدد السلم والأمن في المنطقة العربية، وأكدا على توافق مواقف البلدين حول ضرورة بلورة حلول سلمية تحقق تطلعات الشعوب المعنية، وتنأى بدولها عن أخطار التدخلات الخارجية، وفضلا عن ذلك، تم التطرق إلى أزمة جائحة كورونا وسبل تشجيع التوجه نحو امتلاك الدول العربية مقومات الأمن الصحي والاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
وخلال الزيارة، شهد صاحب السمو أمير البلاد المفدى والرئيس الجزائري التوقيع على اتفاقية ومذكرتي تفاهم وبرنامج تنفيذي بين البلدين، حيث شهدا التوقيع على اتفاقية التعاون القانوني والقضائي في المسائل الجنائية بين حكومتي البلدين، ومذكرة تفاهم بشأن إقامة المشاورات السياسية والتنسيق بين وزارتي الخارجية بالبلدين، ومذكرة تفاهم في مجالات التنمية الاجتماعية والأسرة بين حكومتي البلدين.
كما شهدا التوقيع على البرنامج التنفيذي الثاني في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي لاتفاق التعاون التربوي والعلمي بين حكومتي البلدين للأعوام الدراسية (2022 – 2025).

اقرأ ايضاً
الدفعة تضم 117 مهنياً.. والشيخة المياسة: نفتخر بهؤلاء الاستثنائيين .. تكريم خريجي «قطر للقيادات» 2022

 

المصدر: صحيفة العرب القطرية

شاهد أيضاً

غرفة قطر تدعو لإنشاء شركة للنقل البري تحت نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص

غرفة قطر تدعو لإنشاء شركة للنقل البري تحت نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص

دعت لجنة الخدمات بغرفة قطر إلى إنشاء شركة للنقل البري تحت نظام الشراكة بين القطاعين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *