خبراء خلال حلقة نقاشية بـ «القطري للصحافة»: خارطة طريق لإعلام صحي يواجه التحديات

خبراء خلال حلقة نقاشية بـ «القطري للصحافة»: خارطة طريق لإعلام صحي يواجه التحديات

نظم المركز القطري للصحافة حلقة نقاشية بعنوان «الإعلام الصحي بين الواقع والمأمول» بمشاركة عدد من الأطباء والأساتذة المختصين في مجال الإعلام والصحة.
وأكد المشاركون أهمية وجود صحافة صحية متخصصة، محذرين من مخاطر انتشار المعلومات غير الصحيحة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأشادوا بالدور الذي لعبه الإعلام خلال جائحة كورونا «كوفيد – 19»، والمساهمة الكبيرة في نشر الوعي الصحي.
أدار الحلقة النقاشية الدكتور محمد عبد الله بليده، وشارك فيها الأستاذ جاسم فخرو مستشار إعلامي وعلاقات عامة، والدكتور إبراهيم الجناحي استشاري أمراض الصدر للأطفال، ورئيس قسم التعليم الطبي في مستشفى سدرة، والدكتور فؤاد عبد الوهاب الشعبان عالم أول مركز بحوث الاضطرابات العصبية معهد قطر لبحوث الطب الحيوي جامعة حمد بن خليفة، والاستاذة موزة آل إسحاق رئيس قسم الإعلام في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والدكتور مارون أبو جودة رئيس قسم الجراحة في مستشفى ذا فيو.
وأكد سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة أهمية التعاون بين المؤسسات الإعلامية والصحية في الدولة، من أجل نشر الوعي الصحي بالصورة المأمولة.
وتقدم بالشكر للمشاركين في الحلقة النقاشية، مضيفاً: عملت عشر سنوات في تلفزيون قطر، وكانت هناك الكثير من البرامج الطبية، تضمنت مشاركة من أطباء من المؤسسات الصحية في الدولة، وقدموا الكثير من المعلومات الطبية، وكنا حريصين على الحديث في الجوانب الصحية.
وتابع: الكرة في ملعب وزارة الصحة، واقترح تبني الكفاءات وتثقيفهم إعلامياً وصحياً، من أجل المساهمة في نشر الوعي الصحي، كما اقترح تأسيس قناة تلفزيونية صحية. 
وأشاد بالرعاية الطبية التي توفرها الدولة، وأنها تتفوق على دول أوربية في هذا المجال، فتمتلك كفاءات متميزة وأجهزة متميزة، وعلاج على أفضل ما يكون، وذلك بناءً على مراجعاته للمستشفيات في قطر، منوهاً بأنه لا يوجد دولة أنفقت على القطاع الصحي مثلما فعلت قطر، خاصةً في السنوات الخمس عشرة الماضية. 
وقال الأستاذ جاسم فخرو إن الوضع بالنسبة للإعلام الصحي ليس جيداً، ففي الوقت الذي نرى فيه ملاحق اقتصادية أو رياضية، لا نرى فيه ملاحق صحية، في ظل غياب لاستراتيجية واضحة لمفهوم الاعلام الصحي.
وأشار إلى أن ثمة فارقا واضحا بين نشر البيانات الصحفية الصادرة عن المؤسسات الصحية، ونشر المعلومة الطبية، إضافة إلى ضرورة الاهتمام باللغة، وأن تكون يسيرة لتصل إلى القارئ بكل سهولة، فضلا عن أهمية التفاعل والتواصل مع الصحافة بصورة مستمرة.
ولفت إلى ضرورة الاهتمام بإدارات الإعلام الصحي، وأن هذه الإدارات بدون ميزانيات ضخمة وبدون اهتمام، إضافة إلى أهمية الاختيار الصحيح لرؤساء الإدارات، بحيث يكون الشخص ملماً بدور الاعلام والدور المنوط بالمؤسسة. 
وأكد أهمية وضع الميزانيات المناسبة لإدارات الاعلام، واعفاء قنوات التلفزيون للمؤسسات الصحية الرسمية من أي رسوم على نشر الرسائل التوعوية، مشدداً على أنه إذا توفرت الجدية وأن يأخذ التخصص مساحته من حيث صنع القرار ووضع الميزانيات، وتوظيف الأشخاص المناسبين في مناصب الاعلام الصحي.
وأكد البروفيسور إبراهيم الجناحي أن الاعلام يأخذ المبادرة في الكثير من الأمور التوعوية، محذراً من أن الكثير من المعلومات المغلوطة تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي، وأن جائحة كورونا «كوفيد – 19» كانت مثالاً على هذا الأمر، حيث انتشرت الكثير من المعلومات التي لا أساس علمي لها.
وقال د. الجناحي: مثلما كانت قطر دائماً رائدة في الأفكار الخلاقة، فأعتقد أن هناك فرصة لإعادة صياغة اعلام صحي، وهذا يتطلب استراتيجية تتضمن ادخال تخصص الاعلام الصحي في كليات الاعلام وفي كليات الطب، وإيجاد برنامج متواز في كلية الطب للأطباء الذين لديهم اهتمام بالإعلام، ومن لديهم المَلَكات المطلوبة، داعيا إلي تبني هؤلاء الأشخاص بشكل منهجي صحيح ومدروس ويحصل به على شهادة يمارس من خلالها الطب والاعلام على حد سواء، لتخرج في النهاية كفاءات بدرجة «طبيب إعلامي».
وأضاف: مثلما برعت قطر في الاعلام السياسي وفي الاعلام الرياضي، فيمكن أن تبرع في الاعلام الصحي بنفس الطريقة التي حققت من خلالها النجاح في القطاعين الأولين، من خلال وضع الميزانيات المناسبة والتخلص من مركزية القرارات، واستقطاب المتخصصين ومنح الصلاحيات المناسبة، مع إعطاء الوقت الكافي للخروج بنتائج ملموسة.
ونوه الدكتور فؤاد الشعبان إلى ضرورة توفير برامج حوارية في التلفزيون، وأن تكون بصورة أسبوعية، مشيراً إلى أن تلفزيون قطر كان لديه برنامج اسبوعي متخصص في المشاكل الصحية، مضيفاً: أما بالنسبة للصحف، فمن رأيي أن تخصص كل أسبوع صفحة طبية متخصصة، بها الأسئلة والاجوبة والمواضيع التي تزيد من الوعي الصحي لدى القراء. 
وأكدت الأستاذة موزة آل إسحاق أهمية وضع استراتيجية للإعلام الصحي، خاصةً وأن المؤسسات في قطر تسير وفق منظومة متكاملة ما بين التعليم والصحة وغيرها من القطاعات، وحتى لا تسير الاستراتيجية الصحية عكس قطاعات الدولة المختلفة.
وأشارت إلى أهمية التركيز على الكادر الطبي، واختيار الكفاءات المتحدثين للتواصل مع وسائل الاعلام المختلفة، سواء كانت المرئية أو المسموعة أو المقروءة، وأن يكون هناك جهة متصلة مع مؤسسات الدولة الصحية، مع التركيز على الكفاءات في إدارات الاعلام، وألا يكون منصب الإعلامي أو الصحفي بأن يغطي الأخبار فحسب، بل يعمل وفق استراتيجية يتم تنفيذها، بنفس الصورة التي حدثت بالقطاعين الرياضي والسياسي.
ونوهت إلى أهمية نشر الوعي الصحي الكترونيا، من القامات الإعلامية الصحية والكفاءات والإعلاميين والتثقيف الصحي، لمواجهة المعلومات المغلوطة على منصات التواصل الاجتماعي.
وأكد الدكتور مارون أبو جودة على أهمية وضع استراتيجية للإعلام الصحي، من قبل المسؤولين عن الصحة والاعلام، وخلق شراكة صلبة يشارك فيها القطاع الرسمي، وينفذها الصحفيين الجديرين مع ذوي الاختصاص.
 

اقرأ ايضاً
سمو نائب الأمير يستقبل رئيس مجلس إدارة توتال الفرنسية

المصدر: صحيفة العرب القطرية

شاهد أيضاً

غرفة قطر تدعو لإنشاء شركة للنقل البري تحت نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص

غرفة قطر تدعو لإنشاء شركة للنقل البري تحت نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص

دعت لجنة الخدمات بغرفة قطر إلى إنشاء شركة للنقل البري تحت نظام الشراكة بين القطاعين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *